تعليقات من الصحف الكنديّة التي صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي أبو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
صحيفة لودوفوار: العنف الجنسي في جامعات كيبيك
اهتمّت صحيفة لودوفوار بالتحقيقات بشأن الاعتداءات الجنسيّة التي وقعت في مساكن الطلاّب في جامعة لافال.
وكتب البروفسور سيمون لابيار من معهد الخدمة الاجتماعيّة التابع لجامعة اوتاوا يقول إنّ عميد الجامعة خرج عن صمته بعد أيّام على ورود خبر الاعتداءات، وهذا بالطبع أمر مزعج ولن يساعد في إقناع الذين عانوا من الأزمة.
والجامعة راهنت في معالجتها للأزمة على تعزيز الاجراءات الأمنيّة في مساكن الطلاّب وهو أمر ضروري لطمأنتهم على المدى القريب.
لكنّه آن الأوان لكي تعتمد الجامعات والحكومة استراتيجيّة أشمل لمواجهة العنف الجنسي وثقافة الاغتصاب في حرم الجامعات كما يقول كاتب المقال في لودوفوار سيمون لابيار.
ويتعيّن أن تتأكّد الجامعات من أنّ حرمها آمن قدر الامكان للنساء اللواتي يدرسن ويعملن فيه.
وعلينا ألاّ ننسى أنّ العنف الجنسي في أغلب الأحيان يتمّ من قبل رجل معروف من الضحيّة ويحظى بثقتها.
والاجراءات المتشدّدة لا تكون فعّالة في هذه الحالات للوقاية من العنف الجنسي.
وقد أوضحت وزيرة التعليم العالي ايلين دافيد أنّه قد يصار إلى تأمين الدعم المالي الاضافي في حال وجود ثغرات في الاجراءات الأمنيّة.

لكنّه من المهم إيجاد تصوّر اوسع واستراتيجيّة شاملة لمواجهة المشكلة.
وينبغي حسب قول البروفسور سيمون لابيار البحث في السياسات والممارسات المتّبعة حاليّا في الجامعات الكيبيكيّة بالتعاون مع الطالبات والموظّفات ونشر نتائج البحث فيما بعد.
وعلى غرار جامعات اونتاريو، ينبغي أن تعتمد جامعات كيبيك سياسة خاصّة لمكافحة العنف الجنسي تتضمّن آليّة لرفع الشكوى والتحقيق فيها ومساعدة الضحيّة والاقتصاص من المعتدي.
والحكومة تقول إنّ كلّ ذلك من مسؤوليّة الجامعات وإنّها تريد احترام استقلاليّة كلّ جامعة .
والجامعات لم تظهر مواقف قياديّة واكتفت بإدارة الأزمة، وينبغي في هذه الحال أن تتّخذ الحكومة موقفا ينمّ عن روح قياديّة وأن تفرض استراتيجيّة شاملة على كافّة الجامعات و التأكّد من فرض عقوبات على تلك التي لا تلتزم بها يقول البروفسور سيمون لابيار في ختام تعليقه في صحيفة لودوفوار.
صحيفة ذي غلوب اند ميل: الخطّة الخضراء في مقاطعة البرتا
تناولت صحيفة ذي غلوب اند ميل مساعي رئيسة حكومة البرتا راشيل نوتلي للتخلّي عن توليد الطاقة من الفحم الحجري.
وتؤكّد نوتلي أنّه سيتمّ التعويض على المنتجين لتحقيق الهدف عام 2030، وأنّها ستطرح في وقت لاحق من فصل الخريف تفاصيل خطّة حكومتها للتخلّص تدريجيّا من الطاقة الكهربائيّة المولّدة من الفحم الحجري واعترفت للمرّة الأولى أنّ الخطّة تتطلّب دفع الأموال لشركات الفحم.
وتشير الصحيفة إلى أنّ المحطّات العاملة على الفحم تساهم في توليد 60 بالمئة من الطاقة الكهربائيّة في البرتا.
وقد حذّرت شركات الكهرباء من أنّ كلفة الخطّة قد تصل إلى ملياري دولار.
واستندت الحكومة إلى توصيات الأميركي تيري بوسطن الذي عيّنته المقاطعة لدراسة خطّتها للتخلّص من المحطّات التي تعمل على الفحم الحجري.

وتتوقّع ذي علوب اند ميل أن يتصدّر الجدل حول البيئة والطاقة اهتمامات الجمعيّة التشريعيّة في المقاطعة في دورتها الخريفيّة الحاليّة مع استكمال الخطّة الخضراء التي وضعتها راشيل نوتلي رئيسة حكومة البرتا.
وتنقل الصحيفة عن وزيرة البيئة في البرتا شانون فيليبس قولها إنّ القطاع الخاص يحتاج لاستثمار نحو من 10،5 مليارات دولار في المقاطعة لتحقيق هدف الحكومة بإنتاج 30 بالمئة من الطاقة من المصادر المتجدّدة بحلول العام 2030.
وتنقل الصحيفة عن بن اسرائيل المستشار في معهد بمبينا أنّ مجموعات الدفاع عن البيئة تدعم خطّة الحكومة.
وتخلص ذي غلوب اند ميل إلى القول إنّ اقتصاد البرتا ما زال يعاني من مضاعفات أسعار النفط المتدنّية وأنّ معدّلات البطالة بلغت أعلى مستوى لها منذ 20 عاما.
" الموت من أجل الله أو من أجل يهوه "
تحت عنوان : " الموت من أجل الله أو من أجل يهوه " كتب المحرر في صحيفة لو صولاي الصادرة في كيبيك جيلبير لا فوا يقول:
تعكف لجنة برلمانية في الجمعية الوطنية في كيبيك ابتداء من اليوم الثلاثاء على درس مشروع قانون حول علمانية الدولة، وسيتجدد الجدل القديم حول الحجاب والتشادور والنقاب والبرقع ...
وما يدهشني هو حماسة النواب حول قطعة قماش تنتهك حقوق المرأة وعدم اهتمامهم بمصير امرأة من أتباع شهود يهوه، التي ماتت أمام أعين طبيبها الأسبوع الماضي، في مستشفى أوتيل ديو في مدينة ليفي لرفضها تلقي الدم لأسباب دينية، بعد نزفها جراء عملية ولادة قيصرية.
ويتابع جيلبير لا فوا: لقد دار جدل طويل في كيبيك بشأن حق الموت بكرامة ، ووضعت له أحكام وقوانين وحددت ظروف اعتماده، ولكننا بالمقابل نسمح للبعض، حتى لو لم يكونوا في نهاية حياتهم، أن يرفضوا تلقي الدم حتى لو أن هذا القرار يتسبب بموت أكيد.

نحن لا نعرف الظروف الحقيقية لرفض الامرأة الشابة التي توفيت: هل كان رفضا حرا وواعيا؟ لكننا ندرك بالمقابل عجز الأطباء إزاء هذا الحق برفض تلقي العلاج لأسباب دينية. ولا أتحدث هنا عن حق المسنين في آخر عمرهم أوالمرضى الخطيرين، إنما عن أم شابة في العشرين من عمرها,
ويتساءل جيلبير لا فوا: ما هو أسوأ ما في هذا العالم : الموت من أجل الله أم من أجل يهوه؟ ففي الحالتين الأمر يشبه الانتحار، ولو أن ثمة اختلافا بين الأمرين فالمنتحرون عادة يتصرفون تحت ضغط الاكتئاب أو الفشل ويسعى المجتمع إلى التدخل، لأن من تلقى العلاج منهم يثمنون الحياة عادة ويشعرون بالسعادة لأنهم يعيشون ، أما عندما يقرر إنسان ما أن يموت من أجل دينه فهذا يعني أنه بالواقع لا يريد الحياة.
هل يجب أن نحترم قرارهم هذا؟ لو حاولت أن أحرق نفسي أمام الجمعية الوطنية، يقول لا فوا، لسارع رجال الإطفاء لإنقاذي دون تردد ودون السؤال عن حرية قراري.
ويتابع جيلبير لا فوا: المشكلة مع شهود يهوه هي أنه من الصعب لا بل من المستحيل، أن نحدد ما إذا كان رفض تلقي الدم نابعا عن قرار حر وواع لكن ما نعرفه، وقد شهده عدة أطباء في الماضي، أن أعضاء شهود يهوه يمنعون أيا كان من التواصل مع المريض في مثل هذه الظروف .
يصعب علي أن أصدق أن امرأة شابة ، قبلت بحرية ووعي كامل، بعيد وضعها طفلا، أن تعرض حياتها للموت وألا تتعرف على طفلها. فهل يمكن فعلا الحديث عن قرار حر وواعٍ على عتبة الغيبوبة بينما المريض محاط فقط من أعضاء الجماعة الدينية؟ أنا أرفض أن أصدق ذلك يجيب جيلبير لا فوا ويختم مقاله في لو صولاي: صحيح أن القانون يسمح بمثل تلك الحالات، كما قال رئيس حكومة كيبيك، ولكن هل يعني ذلك أن نتبرأ ونترك الأمور على حالها ؟ أعتقد أن في استطاعة الحكومة على الأقل أن تحول دون أن يكون من يتخذ مثل هذا القرار مطوقا من أعضاء الجماعة ومنقطعا تماما عن العالم الخارجي.

سر وصفة جوستان ترودو السحرية
تناولت كاتبة العمود في صحيفة "لو جورنال دو مونتريال" جوزيه لوغو الذكرى الأولى لفوز الحزب الليبرالي الكندي بقيادة جوستان ترودو بحكومة أكثرية في مجلس العموم في أوتاوا في مقال بعنوان "سر جوستان".
وتذكّر لوغو، وهي محللة سياسية يستضيفها راديو كندا بصورة دورية، بأن فوز ترودو كان "مذهلاً". فبعد أن كان الزعيم الليبرالي ثالثاً في استطلاعات الشعبية في بداية الحملة الانتخابية نجح في "صرع" خصمه المهيب زعيم حزب المحافظين الكندي ستيفن هاربر.
يُذكر أنه في 19 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي فاز الليبراليون بزعامة ترودو بـ184 مقعداً من أصل 338 مقعداً يتكون منها المجلس، مقابل 99 مقعداً للمحافظين و44 مقعداً للحزب الديمقراطي الجديد اليساري التوجه و10 مقاعد للكتلة الكيبيكية الداعية لاستقلال مقاطعة كيبيك ومقعد واحد للحزب الأخضر. وجاء فوز الليبراليين بعد نحو من عشر سنوات من حكم المحافظين بزعامة هاربر.
تقول لوغو إن ترودو بتخليه عن مبدأ العجز الصفري، أي التوازن بين إيرادات الدولة ونفقاتها العامة، تجرأ على تجاوز الحزب الديمقراطي الجديد عن يساره.
وبالرغم من اسم عائلته وفضيحة الفساد في الإعلانات الحكومية الهادفة لإبراز دور أوتاوا الإيجابي في مقاطعة كيبيك عندما كان الليبراليون بقيادة جان كريتيان في السلطة، حقق ترودو فوزاً كاسحاً حتى في هذه المقاطعة، تضيف لوغو. وإشارة المحللة السياسية إلى اسم عائلته هو للتذكير بأن والده رئيس الحكومة الليبرالية الراحل، بيار إليوت ترودو، فقد الكثير من شعبيته في مقاطعته، كيبيك، في سنوات حكمه الأخيرة.
ويفيد استطلاع للشعبية أجرته شركة "كروب" (Crop) لصالح صحيفة "لا بريس" ونُشرت نتائجه أمس أن 61% من الناخبين الكيبيكيين يقترعون للحزب الليبرالي بقيادة جوستان ترودو فيما لو جرت انتخابات فدرالية عامة الأسبوع الحالي. ويفيد استطلاع آخر لشركة "فوروم ريسيرتش" (Forum Research) أن 49% من الكنديين يقترعون للحزب الليبرالي فيما لو جرت الانتخابات أمس، مع نيل ترودو نفسه رضى 56% من الناخبين المستطلعين.
فما سر "وصفته السحرية"؟ بصورة رئيسية هناك مكونان، ترى لوغو. الأول هو أن جوستان ترودو عرف كيف يكون نقيض ستيفن هاربر على كافة الأصعدة، والثاني أنه يملك "شخصية" سياسية تَبين أنها على الجهة المقابلة تماماً لشخصية والده.

وبإيجاز تكمن قوة جوستان ترودو في قدرته على إزالة الاستقطاب من المجتمع الكندي، فيما كان والده وستيفن هاربر رئيسيْ الحكومة الأكثر استقطاباً في تاريخ كندا المعاصر، تقول لوغو.
فبعد حكم ستيفن هاربر الجاف، وفي وقت أصبح فيه العالم أكثر عنفاً وأقل استقراراً، جاء جوستان ترودو إلى سدة الحكم يُرسي السلام في المشهد السياسي.
ويرى الكثيرون من الناس في جوستان ترودو رئيس حكومة لا يتردد في الاختلاط بهم بالرغم مما يشكله ذلك من تهديد لسلامته الشخصية. وتذكّر لوغو في هذا الصدد كيف أن ترودو غداة فوزه في الانتخابات توجه إلى محطة قطار الأنفاق في دائرته الانتخابية في مونتريال حيث التقى الناس العاديين وصافحهم والتقط صوراً مع العديد منهم. هي لحظة غير مسبوقة في تاريخ السياسة الكندية وتبرز ما يميّز "جوستان" عن سواه، ترى لوغو.
وبالمقارنة مع أبيه، بيار إليوت ترودو، فقد كان رئيس الحكومة الراحل يعتبر أنه دوماً على حق، وكان يتحدث كثيراً ويستمع قليلاً، أما جوستان ترودو فقليل الكلام كثير الإصغاء.
وهناك أمر آخر، تقول لوغو، وهو نسويته المحررة من العقد والتي تضعه في تناقض تام اجتماعياً وسياسياً وجيلياً مع المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، الميسوجيني الكاره للمرأة والمتهاوي تحت وطأة مزاعم الاعتداءات الجنسية التي تطاله.
والنتيجة أن حكومة جوستان ترودو بعد سنة على فوزها، ومستفيدة أيضاً من ضعف أحزاب المعارضة، لم تزل في القمة في استطلاعات الشعبية. شعبية لم ينل منها رفضها إلغاء صفقة ناقلات جند مدرعة بقيمة 15 مليار دولار كندي كانت حكومة المحافظين قد وقعتها مع المملكة السعودية، ولا الغموض بشأن مشروع أنبوب "إنرجي إيست" (Energy East) لنقل النفط الخام المستخرج في غرب كندا إلى شرقها.
إذاً شهر العسل لا يزال مستمراً، على الأقل حتى الوقت الراهن. ولكن في السياسة كل ما يصعد سيهبط يوماً ما. وهذا اليوم سيأتي لجوستان ترودو، كما أتى لسواه، لكنه لا يزال بعيداً، تقول جوزيه لوغو.