الارهاب ومضاعفاته على عالم الأعمال حول العالم: عنوان محاضرة يلقيها في مدينة مونتريال الخبير الفرنسي في الذكاء الاقتصادي والاستراتيجي اريك دلبيك.
فهل تترك الاعتداءات الارهابيّة التي تشهدها العديد من الدول منذ فترة، وكانت آخرها اعتداءات نيويورك ونيو جيرسي ومينيسوتا، مضاعفاتها على الاقتصاد؟
سؤال طرحه جيرالد فيليون الصحافي ومحرّر الأخبار الاقتصاديّة في تلفزيون راديو كندا على الخبير الفرنسي اريك ديلبيك.
يقول ديلبيك إنّ المخاوف موجودة منذ فترة وقد أتاحت التجارب المتتالية منذ اعتداءات الحادي عشر من أيلول سبتمبر في نيويورك، تكوين نظرة شاملة حول المعطيات الاقتصاديّة، ويتابع ديلبيك قائلا:
ليست هنالك مضاعفات مهمّة للعمليّات الارهابيّة على النموّ الاقتصادي على المديين المتوسّط والبعيد.
وصحيح أنّ هنالك مضاعفات على المدى القصير في الأيّام والأسابيع التي تلي الاعتداء كما كانت الحال في فرنسا بالنسبة لقطاع السياحة والمطاعم والفنادق.
و الظاهرة محدودة ولا تؤثّر في النموّ وفي دورات النمو.
ولكن ، ماذا عن الاعتداءات الممنهجة خصوصا تلك التي تتواصل وتيرتها كما في اسبانيا واسرائيل على سبيل المثال؟ وإلى أيّ مدى تؤثّر في الاقتصاد؟
يجيب خبير الذكاء الاقتصادي والاستراتيجي اريك ديلبيك أنّ المضاعفات تظهر عندما تتكرّر الاعتداءات لفترة طويلة من الزمن كما في الحالتين المذكورتين، ولكنّنا لم نبلغ بعد هذه المرحلة كما يقول ويضيف:
قد تكون هنالك مضاعفات على هيكليّات اقتصاديّة أخرى، منها على سبيل المثال الدين العام.
ذلك أنّ الدولة تجد نفسها مضطرّة لزيادة إنفاقها في مجالات الأمن والدفاع.
إذن، المضاعفات الاقتصاديّة موجودة ولكن ليس على القطاعات التي قد نفكّر بها يقول اريك ديلبيك.

ويتابع فيشير إلى أنّ الارهاب ارخى بثقله على موازنة الحكومات منذ مطلع الألفيّة، ولاحظنا ذلك في الولايات المتّحدة وفرنسا.
فقد حتّمت العمليّات الارهابيّة تعزيز إجراءات الأمن والسلامة ونشر أعداد أكبر من عناصر الجيش والشرطة وكلّ ذلك بالطبع يثقل الموازنة.
ويتابع اريك ديلبيك ردّا على سؤال حول المضاعفات على قطاع الاستهلاك ولا سيّما في فرنسا التي استهدفها الإرهاب منذ فترة، فيجيب بالقول:
من الصعب الجزم نظرا لوجود مدرستين: إحداهما تقول إنّ ما يجري يدفع الناس نحو الادّخار والأخرى تدعو إلى مواصلة العيش وكأنّ شيئا لم يكن ومتابعة الانفاق كالعادة لأنّنا لا ندري ماذا يخبّئ لنا القدر.
ويتابع خبير الذكاء الاقتصادي والاستراتيجي فيقول إنّ الحياة مستمرّة في باريس بصورة طبيعيّة والاستهلاك لم يتأثّر وما زالت المحالّ التجاريّة والمقاهي والمطاعم تعجّ بالزبائن وبالسيّاح وخاصّة من الصين.
والناس يميلون للاستهلاك وثمّة استحقاقات مع اقتراب موسم التبضّع لعيد الميلاد، يقول اريك ديلبيك ويضيف:
هنالك معايير حول صحّة الاقتصاد ودورات اقتصاديّة وتحليلات للظروف أهمّ بكثير من الإرهاب.
ونحن نراقب ما يجري في الصين لتحديد صحّة اقتصادنا أكثر ممّا نراقب الارهاب.
ويستبعد ردّا على سؤال أن يدفع الارهاب إلى تعزيز الاجراءات الحمائيّة مشيرا إلى أنّ الوضع الاقتصادي العالمي ازداد تعقيدا منذ سنوات عديدة.
ويشير إلى الجدل الذي أثاره في فرنسا اتّفاق الشراكة عبر الأطلسي الذي يهدف لتحرير التبادل التجاري بين الولايات المتّحدة والاتّحاد الاوروبي، مضيفا بأنّ الارهاب لم يدخل إطلاقا في الجدل، ولا مكان له بالتالي على صعيد إجراءات الحماية.
وفي ختام حديثه لتلفزيون راديو كندا، يقول خبير الذكاء الاقتصادي والاستراتيجي اريك ديلبيك إنّ الارهاب يثير قلق الشعوب بالإجمال ويثير القلق في محيط العمل.
وقد عزّزت مؤسّسات عديدة إجراءاتها الاحترازيّة أكثر من السابق بهدف حماية موظّفيها ومواجهة أيّ سيناريو محتمل.
والطلب على مؤسّسات الأمن الخاص يرتفع باستمرار وارتفع بصورة ملموسة في فرنسا بعد هجمات نوفمبر تشرين الثاني الارهابيّة العام الماضي 2015.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا