تستضيف مدينة مونتريال المنتدى العالمي الثالث للاقتصاد الاجتماعي الذي يشارك فيه 1300 شخص من العديد من أنحاء العالم.
ويستمرّ المنتدى ثلاثة أيّام ويبحث المجتمعون في سبل التعاون بين الحكومات المحليّة واللاعبين الرئيسيّين في الاقتصاد الاجتماعي من منظّمات خاصّة ومؤسّسات تعاونيّة وتعاضديّة تسعى للتنسيق بين النشاط الاقتصادي والعدالة الاجتماعيّة.
وافتتح المنتدى عمدة مونتريال دوني كودير الذي أكّد أنّ الاقتصاد الاجتماعي أصبح حتميّا لتنمية المدن حول العالم.
وينظّم المنتدى جان مارتان اوسان المدير العام لورشة الاقتصاد الاجتماعي بالتعاون مع بلديّة مونتريال.
يقول اوسان في حديث لتلفزيون راديو كندا إنّ مفهوم الاقتصاد الاجتماعي يختلف بعض الشيء بين مشارك وآخر ويضيف شارحا:
إنّه نموذج اقتصادي مختلف يقوم على مؤسّسات جماعيّة وذات أبعاد جماعيّة أكثر من مجرّد النظر إلى أسعار الأسهم وارتفاعها.
و من حظّ كيبيك أنّ لديها قانونا حول الاقتصاد الاجتماعي يحدّد هذه المؤسّسات على أنّها تعاونيّات او مؤسّسات تعاضد او منظّمات غير ربحيّة.
وعندما تحقّق هذه المؤسّسات ارباحا، تعيد استثمار الأموال في المؤسّسة بدل إعطائها للمساهمين كما يقول جان مارتان اوسان ويتابع بالقول:
كلّ ذلك يترك مضاعفات جماعيّة ويعيد توزيع الثروة بصورة آليّة، ويعيد الاستقرار االذي يتزعزع بسبب التفاوت في الثروات والذي ينبغي البحث به في أسرع وقت.
ويشير إلى العديد من المؤسّسات التعاونيّة في كيبيك ومن بينها مصرف ديجاردان التعاوني وسواه من مؤسّسات تنشط في مجالات مختلفة، من صناعة البيرة (الجعة) إلى ألعاب الفيديو والسيرك وفنون التكنولوجيا وسواها كما يقول ويضيف:
الاقتصاد الاجتماعي موجود في كافّة القطاعات الاقتصاديّة وليس محصورا بقطاع واحد دون سواه وهو نوع معيّن من المؤسّسات.
ويتحدّث المدير العام لورشة الاقتصاد الاجتماعي جان مارتان اوسان عن أحكام مسبقة ما زالت سائدة بشأن الاقتصاد الاجتماعي ويشرح الأسباب التي يعتقد أنّها وراء هذه الأحكام فيقول:
لاحظت أنّ كلمة اجتماعي هي السبب ، لأنّ الناس يربطونها بالمساعدات الاجتماعيّة والمساعدات للفقراء والمعوزين في وقت تمثّل فيه مبيعات الاقتصاد الاجتماعي السنويّة 40 مليار دولار في كيبيك وهو رقم ضخم يفوق الصناعات الجويّة والمناجم وصناعة البناء.
ويتابع فيؤكّد عزمه على مواجهة الأحكام المسبقة ليعرف الناس مدى ضخامة الاقتصاد الاجتماعي الذي يشكّل 10 بالمئة من الناتج الاجمالي المحلّي في كيبيك كما يقول ويشير إلى أنّ المقاطعة كانت سبّاقة في هذا المجال.
ويضيف جان مارتان اوسان أنّ مؤسّسات الاقتصاد الاجتماعي غالبا ما تنشأ على ضوء الحاجات المعيّنة لمجموعة ما، تقرّر انطلاقا منها تأسيس تعاونيّة او مؤسّسة تعاضد او منظّمة غير ربحيّة.
وعندما تكون المؤسّسات جماعيّة، يصبح بمقدورها تجاوز الأزمات المستجدّة من خلال التعاون في ما بينها على عكس الشركات الخاصّة التي تضطرّ لضغط النفقات وإلغاء المشاريع لحماية ميزانيّتها.
والملاحظ أنّ معدّل بقاء هذا النوع من المؤسّسات التعاونيّة يبلغ ضعف معدّل بقاء الشركات الخاصّة بعد مضيّ ما بين خمس إلى عشر سنوات على تأسيسها.
ويشير جان مارتان اوسان إلى أنّ نحوا من 150 ألف شخص يعملون في نحو 7 آلاف مؤسّسة تعاونيّة ومؤسّسة تعاضد في كيبيك.
وحكومة كيبيك بصدد البحث في الأمر مع وكالة الاحصاء الكيبيكيّة وستصدر ارقاما دقيقة بهذا الشأن في وقت قريب.
ويتابع جان مارتان اوسان فيشير إلى أنّ تحقيق الأرباح مهمّ بالطبع ولا يمكن لأيّ مؤسّسة ان تستمرّ من دونه ويضيف:
عندما يتحقّق سقف الربحيّة ويكون هنالك فائض وأرباح، يتمّ استثمارها مجدّدا في خدمات جديدة او خدمات أفضل.
وتكون اعادة توزيع الثروات اكثر عدلا وتكون المؤسّسة فعّالة إلى حدّ بعيد.
وبالحديث عن توزيع الثروات، فإنّ واحدا بالمئة من سكّان العالم يملكون أكثر من التسعة والتسعين بالمئة الباقين.
والصورة اكثر اشراقا في كيبيك بفضل قوّة الاقتصاد الاجتماعي يقول جان مارتان اوسان المدير العام لورشة الاقتصاد الاجتماعي.
ويختم مؤكّدا أن الحديث عن الاقتصاد الاجتماعي يتنامى ويشير إلى مشاركة ممثّلين من 300 مدينة من 60 بلدا في منتدى مونتريال.
والمنتدى فرصة للجميع لتبادل الأفكار والخبرات والافادة ممّا تحقّق، والاقتصاد الاجتماعي يهدف لتحقيق التوازن بين دعائم المجتمع الثلاث أي الحكومة والقطاع الخاص والقطاع الجماعي.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا