تكرر رئيسة حكومة مقاطعة ألبرتا راتشيل نوتلي مطالبة الحكومة الفدرالية بوضع حد لما تعتبره "تردداً" في الموافقة على مشاريع خطوط أنابيب جديدة لنقل النفط.
وألبرتا في غرب كندا هي أغنى مقاطعات البلاد بالنفط، وتسعى لمد أنابيب جديدة شرقاً وغرباً لتصدير المزيد من نفطها.
لكن إذا كانت حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا مقتنعة بمواصلة الدراسات والاستشارات في ملف الأنابيب، فهذا قد يكون عائداً إلى دراسة داخلية قامت بإجرائها، تقول وكالة الصحافة الكندية في مقال بقلم بروس تشيدل.
ويشير كاتب المقال في هذا الصدد إلى أن نائب وزير المالية في الحكومة الفدرالية تلقى مذكرة تقول إن تدني أسعار النفط يعني أن في كندا قدرة كافية لنقل النفط دون الحاجة لأنابيب جديدة قبل عقد آخر من الزمن.
"مناخ أسعار النفط المتدنية أدى إلى تخفيض توقعات الإنتاج، ما يعني تواجد قدرة كافية (إن بواسطة السكك الحديدية أو أنابيب النفط) لنقل النفط حتى عام 2025 على أقرب تقدير"، جاء في المذكرة.
وتعود المذكرة لكانون الأول (ديسمبر) الفائت، وكُشف مضمونها بموجب قانون الاطلاع على المعلومات، وجاء فيها أيضاً أنه لن يكون لمشروع أنبوب "إنرجي إيست" (Energy East) من أثر يُذكر على فروقات الأسعار بالنسبة لمنتجي النفط الكنديين.
وتنوي شركة "ترانس كندا" (TransCanada) المتخصصة في صناعة أنابيب النفط والغاز الطبيعي ضخ نحو من 16 مليار دولار في مشروع الأنبوب المذكور بهدف نقل نحو من 1,1 مليون برميل من النفط الخام المستخرج في مقاطعتيْ ألبرتا وساسكاتشيوان في غرب كندا إلى شرقها يومياً، وتصدير معظم هذه الكمية إلى خارج كندا.
لكن النظرة إلى الأمور في ألبرتا تختلف كثيراً عمّا جاء في المذكرة الفدرالية، ويرتفع فيها مزيد من الأصوات المطالبة بقرار سريع يعطي الضوء الأخضر لتنفيذ واحد على الأقل من ثلاثة مشاريع أنابيب نفط رئيسية.
وحثت رئيسة حكومة الحزب الديمقراطي الجديد في ألبرتا الحكومة الليبرالية في أوتاوا على الموافقة على أي واحد من مشاريع الأنابيب المقترحة.

من جهتهم يتوسع الليبراليون الفدراليون في دراسة مشروع أنبوب "ترانس ماونتن" (Trans Mountain) الذي حصل على موافقة مشروطة من "المكتب الوطني للطاقة" (National Energy Board) في أيار (مايو) الفائت بإضافة جلسات استشارات عامة حوله، إلّا أنهم وعدوا بإعطاء جواب بشأنه منتصف كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
ويتيح المشروع لـ"كيندر مورغان" (Kinder Morgan) الأميركية، أكبر شركة بنى تحتية طاقية في أميركا الشمالية، مضاعفة كمية النفط التي ينقلها أنبوب "ترانس ماونتن" (Trans Mountain) من ألبرتا إلى مدينة بورنابي في فانكوفر الكبرى على ساحل الهادي بنحو ثلاث مرات.
أما مشروع "إنرجي إيست" فتخضعه أوتاوا لدراسة مدتها 27 شهراً.
ويجادل الداعون لبناء أنابيب جديدة بأنها لا تتيح فقط زيادة كمية النفط المنقولة، بل تقلص أيضاً من فروقات الأسعار. فسعر برميل نفط الغرب الكندي (Western Canada Select) هو حالياً أدنى بنحو من 15 دولاراً من سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط (West Texas Intermediate) المرجعي الأميركي.
لكن المذكرة الفدرالية تقول في هذا الصدد إن مشروع أنبوب "إنرجي إيست" لن يقلص سوى بـ1,48 دولار الفارق بين سعر البرميل الذي سينقله هذا الأنبوب وسعر البرميل الذي تنقله الأنابيب الحالية إلى الولايات المتحدة.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
استمعوا