تناول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته على موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) موضوع التوازن في الميزانية الفدرالية في مقال بعنوان " التوازن الهش في الميزانية". ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.
يقول جيرالد فيليون إن الخطة التي وضعتها حكومة المحافظين الخارجة للميزانية الفدرالية كانت ستسير وفق ما رُسم لها فيما لو بقيت أسعار النفط مرتفعة. وبغض النظر عن اتفاقنا مع هذه الخطة أم لا، كانت العودة إلى الميزانية المتوازنة، لغاية العام الفائت، تسير قدُماَ مع الاقتطاعات في النفقات والارتفاع المتواصل في العائدات.
لكن اليوم وفي ظل تراجع أسعار النفط الخام بنسبة 60% عما كانت عليه قبل سنة تعرض وضع الميزانية للهشاشة بنسبة كبيرة. فبصعوبة بالغة تمكن وزير المالية جو أوليفر من إيجاد فائض في ميزانية السنة المالية 2015 – 2016 التي قدمها في نيسان (ابريل) الفائت. وهذا الفائض سيكون من الصعب بلوغه في ظل تباطؤ الاقتصاد وركود تقني من المتوقع أن تؤكده وكالة الإحصاء الكندية يوم الثلاثاء المقبل، يقول جيرالد فيليون. والركود الاقتصادي محدد بمرور فصليْن متتالييْن من النمو السلبي.

فبتخفيضها ضرائب الشركات، والضريبة على السلع والخدمات مرتيْن، ومضاعفتها السقف السنوي لحساب التوفير المعفى من الضريبة، وزيادتها المساعدة الشهرية لنفقات الحضانة التي تتقاضاها الأسر، وتجزئتها المداخيل بين الوالديْن بشكل يتيح لصاحب المدخول الأعلى تخفيض مدخوله السنوي الخاضع للضريبة الفدرالية، حرمت حكومة المحافظين نفسها من عشرات مليارات الدولارات سنوياً، يقول جيرالد فيليون مذكراً بأن الهدف من كل هذه الخطوات كان إعادة المال إلى جيوب دافعي الضرائب كي ينفقوه ويحفزوا الاقتصاد الوطني.
من الناحية النظرية يمكن لخطة من هذا النوع أن تنجح. لكن في الوقائع لم تتح هذه الدعائم الاقتصادية لكندا أن تحسن أداء اقتصادها.
الخبير الاقتصادي إريك بينو من جامعة كيبيك في مونتريال يردد أنه يلاحظ منذ عام 2010 أن الاقتصاد الكندي والاقتصادات الغربية بصورة عامة هي في حالة ركود. خبير اقتصادي آخر، جان بيار أوبري، يفضل التحدث عن نمو بطيء، يقول جيرالد فيليون.
هذا الصباح كتب كيفين لينش، وهو مساعد سابق لوزير المالية الفدرالي، في صحيفة "ذي غلوب أند ميل" أن نمو الاقتصاد الكندي بطيء منذ فترة غير قصيرة وأن الفورة النفطية هي التي أتاحت حجب هذا الواقع بعض الشيء في السنوات الماضية. واليوم يظهر انهيار أسعار النفط بوضوح النقص في تنوع الاقتصاد الكندي، يضيف جيرالد فيليون.
وأيا يكن الفائز في انتخابات 19 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بلوغ التوازن في الميزانية يتطلب إما وثبة هائلة للاقتصاد الوطني، أو ارتفاعاً في أسعار النفط أو اقتطاعات هامة في النفقات، يختم جيرالد فيليون.
استمعوا