حملت بيانات سوق العمل الصادرة عن مؤسسة الإحصاء الكندية اليوم أخباراً سارة لكندا ككل، ولكن ليس لمقاطعة كيبيك، ثانية كبريات المقاطعات الكندية من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد.
تظهر الأرقام الصادرة اليوم أن معدل البطالة في كندا تراجع الشهر الفائت بنسبة 0,3% عمّا كان عليه في أيلول (سبتمبر) ليبلغ 6,5%، أدنى مستوى له منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2008.
وفي مقاطعة كيبيك ارتفع معدل البطالة الشهر الفائت بنسبة 0,1% ليبلغ 7,7%. الارتفاع ليس كبيراً في شهر واحد، لكن سوق العمل في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية فقدت 100 ألف وظيفة بدوام كامل، في محصلة صافية، منذ سنة، وأوجدت 70 ألف وظيفة بدوام جزئي، في وقت يتواصل فيه نمو الاقتصاد لدى جارة كيبيك الغربية، أونتاريو، كبرى المقاطعات الكندية من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، حيث أوجدت سوق العمل نحواً من 120 ألف وظيفة منذ كانون الأول (ديسمبر) الفائت، وحيث تراجع معدل البطالة الشهر الفائت بنسبة 0,6% ليبلغ 6,5%.
أرقام سوق العمل الكيبيكية مخيّبة جداً للآمال، يقول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون الذي يقدم برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال. وهي محرجة أيضاً لرئيس الحكومة الليبرالية في كيبيك، فيليب كويار، الذي استلم الحكم في نيسان (ابريل) الفائت من الحزب الكيبيكي الاستقلالي بعد حملة انتخابية وعد فيها بإيجاد 250 ألف وظيفة جديدة في خمس سنوات.

ما تفسير فقدان الحيوية في سوق العمل في كيبيك؟ دون إهمال تأثيرات القرارات السياسية للحكومة الحالية أو للتي سبقتها، من تهديد بزيادة الضرائب في أيلول (سبتمبر) 2012 إلى إجراءات تقشف الحكومة الحالية، هناك عوامل تركت وقعاً على صحة سوق العمل في كيبيك منذ سنة ونصف، يرى فيليون.
بداية، تراجع أسعار المواد الأولية. فمنذ مطلع عام 2013 وأسعار المواد الأولية في تراجع. ولتدهور أسعار الذهب والحديد وقع اقتصادي فعلي، نجم عنه تباطؤ في سرعة تنفيذ العديد من المشاريع المنجمية أو تأجيل تنفيذها حتى إشعار آخر.
كما أن مقاطعة كيبيك لم تشعر بعد بتأثيرات إعادة انطلاق الاقتصاد الأميركي. ويرى خبراء الاقتصاد في مصرف "ديجاردان" (Desjardins) الكندي الذي يقع مقره الرئيسي في مقاطعة كيبيك أنه "يجب ربما انتظار عام 2015 لرؤية تأثيرات ملموسة (لانطلاقة الاقتصاد الأميركي) في كيبيك"، يقول فيليون.
ويشير فيليون إلى حيوية القطاع الخاص في أونتاريو، كما في سائر كندا باستثناء كيبيك، فيقول إن هذا القطاع، ومنذ سنة، أوجد 140 ألف وظيفة في كندا فيما فقد 50 ألف وظيفة في كيبيك.
وهناك أيضاً العامل الديمغرافي، فنسبة قوة العمل، أي نسبة الأشخاص الذين يعملون أو يبحثون عن عمل من أصل العدد الإجمالي للسكان الذين هم في سن العمل، تراجعت من 65,3% في كانون (الثاني) يناير الفائت إلى 64,4% الشهر الفائت في كيبيك.
أرقام سوق عمل مخيبة في كيبيك وسيسيل المزيد الكثير من الحبر في تحليلها.
استمعوا