قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسببت بفرض جو من الاضطراب على أجندة الحكومة الفدرالية لا بل أجبرتها على تكريس جزء كبير من طاقاتها للتأقلم مع واقع السياسة المتقلبة للإدارة الأميركية وخاصة في مجال العلاقات التجارية وفي ملف طالبي اللجوء.
والسؤال المطروح حاليا هل ستؤثر القرارات المتقلبة وضرورة التعاطي معها على الدور الذي يلعبه زعماء الأحزاب السياسية الكندية تمهيدا للانتخابات التي ستجري العام المقبل سؤال محير ومقلق في آن معا.
وزير ة الخارجية الأميركية كريستيا فريلاند تقضي وقتها ذهابا وإيابا إلى واشنطن للدفاع عن المصالح الكندية/راديو كندا
وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند تمضي كثيرا من الوقت في واشنطن ما قد يكون أكثر ملاءمة أن تنتقل إلى هناك لتقيم مع عائلتها.
من جهتها، الحكومة الكندية لن تبخل ببذل أية جهود مهما كان حجمها في التفاوض حول اتفاق التبادل التجاري الحر الأميركي الشمالي دون أن تتوفر ضمانة أكيدة للوصول إلى خاتمة مرضية.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفض التوقيع على البيان الختامي بعد أن وافق عليه لمجموعة الدول السبع في كيبيك/راديو كندا
وفي أجواء التقلب المعتادة للرئيس الأميركي دونالد ترامب فإن على الحكومة الكندية أن تكون دوما متيقظة لكل المفاجآت الناتجة عن مشاعر الفخر التي يتخلى بها الرئيس الأميركي وتؤدي به إلى درجة معينة من المفاجآت.
ويقول جوستان ترودو في آخر لقاء صحافي قبل العطلة الصيفية بأن الحكومة قبل صياغة رد على التعريفات الجمركية حول الألمنيوم والفولاذ فإن على الموظفين الحكوميين أن ينكبوا من الآن وصاعدا على مواجهة قرارات ترامب في قطاع السيارات في حال فرضت الإدارة الأميركية قيودا على الاستيراد كما سبق وهددت بذلك.
وحتى السياسة الداخلية للرئيس ترامب لها انعكاسات على الوضع العام الكندي فقراراته الرئاسية حول الهجرة تفسر في جزء كبير منها وصول آلاف المهاجرين إلى كندا مجتازين الحدود بطريقة غير شرعية بهدف الإقامة في كندا.
وكان يتوجب على الحكومة الفدرالية وعلى كافة المستويات الحكومية الفدرالية والبلدية والمقاطعات أن تدير هذا التدفق ومعالجة الطلبات واعتماد استراتيجية تحث المهاجرين المحتملين لاحقا باتباع الطرق المشروعة.
وتبدو كندا أكثر من أي وقت كان في وضع هش في مواجهة العواصف العاتية التي مصدرها الولايات المتحدة الأميركية وما للحكومة الكندية إلا أن تلعب دور الخبير في الطقس في محاولة لتوقع اتجاه الريح.
دونالد ترامب لا يثق بالحليف الكندي عندما روى مثالا عن الحرب في 1812 وعندما تحدث عن الأمن القومي الأميركي/راديو كندا
إن الحكومة الكندية ولمواجهة هذا الواقع تضع جانبا قضايا لها أيضا أهمية لمواجهة المفاجآت الأميركية.
ووزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند حين تواجدها في واشنطن لا تجتمع بنظرائها لترسيخ علاقات جديدة ولا تعمل من أجل وصول كندا لاحتلال مقعد في مجلس الأمن الدولي بل لمواجهة قرارات غير متوقعة للإدارة الأميركية.
الموظفون الذين عملوا بلا هوادة على صياغة بيان ختامي لمجموعة الدول السبع يكون جامعا ويمزقه موقف ترامب بانسحابه منه بعد ساعات قلائل وحبر المطبعة لم يجف عنه ما يعني ساعات وساعات من العمل ذهبت في مهب الريح بدل أن تستخدم للصالح العام.
وما على جوستان ترودو الا القبول بالأمر الواقع ومحاولة إدارة بأفضل ما يمكنه أن يعمل وما يتوفر له هذه العلاقة المعقدة مع دونالد ترامب في وقت لم يحج فيه أي شخص الوصفة السحرية ليكون هذا الشخص إلى جانبه.
استمعواراديو كندا/راديو كندا الدولي