يرخي خلاف قديم حول صادرات كندا من حبوب الكانولا إلى الصين بظلال ثقيلة على زيارة يقوم بها رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو الأسبوع المقبل إلى هذه القوة العظمى، كما يفيد تقرير لـ"سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية).
وتقول كندا إنها تريد التوصل إلى تسوية مع الصين في ملف الكانولا قبل دفع العلاقات بين الدولتيْن إلى الأمام. لكن بكين تتهم أوتاوا باعتماد موقف متصلب في هذا الملف وتقول إنها قد تبحث عن استيراد الكانولا من دول أخرى.
والصين زبون هام للمزارعين الكنديين. فكندا صدّرت العام الماضي إلى هذا البلد نحواً من أربعة ملايين طن من حبوب الكانولا، أي 40% من إجمالي الصادرات الكندية من هذه الحبوب، بقيمة بلغت ملياريْ دولار.
والخلاف بين البلديْن يرقى إلى ست سنوات ونصف، ويتمحور حول مرض يُعرف بالساق السوداء (blackleg) قد يصيب الكانولا، وأيضاً حول كمية الشوائب، من جذوع وأوراق وأعشاب ونباتات أخرى، التي تتواجد في شحنات الكانولا المُصدَّرة.
والنسبة القصوى لهذه الشوائب هي حالياً 2,5%، لكن الصين القلقة من انتقال مرض الساق السوداء إلى محاصيلها من السلجم تصر على تخفيضها إلى 1%، وأعطت كندا مهلة قصوى هي الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل لإجراء هذا التعديل، وهو ما رفضته أوتاوا.
وتنتهي هذه المهلة بعد وصول ترودو إلى الصين في زيارته التي من المقرر أن تبدأ في 30 آب (أغسطس) الجاري وتنتهي في 6 أيلول (سبتمبر) المقبل.
وستكون لرئيس الحكومة الكندية محطات في بكين، العاصمة، وشانغهاي، كبرى مدن الصين وعاصمتها الاقتصادية والمالية، وهونغ كونغ المتمتعة بحكم ذاتي داخل الصين، وأخيراً في هانغتشو حيث يشارك في قمة زعماء مجموعة العشرين.

وتقول إحدى ممثلات قطاع الكانولا في كندا إنه في حال استجابت أوتاوا لمطلب بكين سيبحث كبار منتجي الكانولا عن أسواق أخرى لمحاصيلهم.
"تخفيض نسبة الشوائب (في حبوب الكانولا) إلى 1% قد يعني زيادة كبيرة في عملية التنقية ما قد يتسبب بتباطؤ هام في نظام مكون لنقل البضائع السائبة إلى المرفأ ومنه إلى الزبائن بسرعة كبيرة"، توضح رئيسة مجلس الكانولا في كندا (Canola Council of Canada)، باتي ميلر، في حديث مع "سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية).
وتصر ميلر على أن نسبة الـ2,5% مدعومة بالعلم وأن مخاطر انتقال مرض الساق السوداء إلى المحاصيل الصينية متدنية.
وقالت وزيرة التجارة الدولية في الحكومة الكندية كريستيا فريلاند لوكالة "تومسون رويترز" للأنباء هذا الأسبوع "لا نستطيع القيام بالخطوة التالية في علاقاتنا مع الصين قبل إيجاد حل لمسألة الكانولا".
وأكد ناطق باسم الوزيرة أن ملف الكانولا هو من الأولويات بالنسبة للحكومة الليبرالية في أوتاوا.
من جهته رأى سفير الصين في كندا، لُوْوُ تشاوهوي، في حديث مع وكالة الصحافة الكندية أن مقاربة أوتاوا لهذا الملف "غير عادلة"، وأضاف أن بلاده تؤمن 87% من احتياجاتها من حبوب الكانولا من كندا، وحذّر من أن بكين قد تبحث عن مصادر أخرى إذا ما دعت الحاجة، لكنه أكد أنه لا يزال "متفائلاً تماماً" بالتوصل إلى حل "من خلال جهود مشتركة من كلا الجانبيْن".
(سي بي سي / وكالة الصحافة الكندية)
استمعوا