فرْضُ ضريبة إضافية على المستثمرين الأجانب في سوق العقارات في فانكوفر الكبرى جعل الوكلاء العقاريين يتوقعون انعكاسات له على الأسواق العقارية الأخرى في كندا.
لكن من غير الواضح ما إذا كانت مونتريال، التي تُعتبر "قيمة شاذة" (outlier) عندما يتعلق الأمر باتجاهات أسواق العقارات في كندا، ستكون ضمن الأسواق التي يُتوقع لها أن تستفيد من وقع الضريبة الجديدة في فانكوفر، يقول تقرير لـ"سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية) بقلم بنجامين شينغلر.
مارتان ديجاردان، أحد الوكلاء العقاريين في مونتريال، لا يظن أن السوق العقارية في كبرى مدن مقاطعة كيبيك وثانية كبريات مدن كندا ستكون من بين المستفيدات.
سوق مونتريال هي "لا شيء مقارنة بما يحدث في (سوقيْ) تورونتو وفانكوفر"، يقول ديجاردان.
ودخل قرار فرض ضريبة إضافية نسبتها 15% على العقارات التي يشتريها الأجانب في فانكوفر الكبرى حيز التنفيذ يوم الثلاثاء الفائت.
وهدف حكومة مقاطعة بريتيش كولومبيا من القرار هو تعزيز قابلية شراء أول مسكن في كبرى مدن المقاطعة للمواطنين الكنديين كما للحائزين على حق الإقامة الدائمة في كندا. فأسعار العقارات عالية جداً في لؤلؤة كندا على ساحل الهادي حيث بلغ معدل سعر المسكن 1,026 مليون دولار في حزيران (يونيو) الفائت، مسجلاً ارتفاعاً سنوياً زادت نسبته عن 11%.
ومع صدور القرار المذكور ارتفعت أصوات في أونتاريو، كبرى المقاطعات الكندية، تطالب حكومة المقاطعة بأن تحذو حذو حكومة بريتيش كولومبيا وتفرض ضريبة إضافية على الشارين الأجانب. وكان رد وزير المالية في حكومة أونتاريو الليبرالية، تشارلز سوسا، أنه يتابع عن "كثب شديد" وقع الضريبة الإضافية في فانكوفر الكبرى ليرى ما إذا كانت تناسب سوق تورونتو العقارية التي ترتفع فيها الأسعار بشكل جنوني.
فقد بلغ معدل سعر المسكن في تورونتو 747 ألف دولار في حزيران (يونيو) الفائت، مسجلاً ارتفاعاً سنوياً بنسبة نحوٍ من 17%.
وتشكل سوقا فانكوفر وتورونتو قاطرة ارتفاع أسعار العقارات في كندا منذ عدة سنوات.

ويقول رئيس مجلس إدارة الفرع الكندي لشركة "سوثبي الدولية للعقارات" (Sotheby's International Realty Canada)، براد هندرسون، إن بعض المستثمرين الأجانب قد يبحثون عن عقارات في بريتيش كولومبيا خارج فانكوفر الكبرى، أو بعيداً عن هذه المقاطعة، بسبب الضريبة العقارية الجديدة في فانكوفر.
"بالتأكيد أظن أن تورونتو وربما أسواقاً أخرى كمونتريال ستبدأ بجذب المزيد من المستثمرين لأنها ستكون بالمقارنة (مع فانكوفر) أقل غلاءً"، يقول هندرسون.
لكن سوق مونتريال العقارية ظلت لغاية الآن خارج رادار المستثمرين الأجانب بشكل عام، يقول تقرير "سي بي سي".
ففي تقرير أصدرته الشهر الفائت تقول المؤسسة الكندية للقروض العقارية والسكن (Société canadienne d'hypothèques et de logement)، وهي مؤسسة عامة، إن المستثمرين العقاريين الأجانب في مونتريال قليلو العدد وتتركز استثماراتهم في شقق التمليك (الكوندومينيوم) في وسط المدينة التجاري.
وجاء في التقرير أن 1,3% فقط من شقق الكوندومينيوم في مونتريال الكبرى تملكها مستثمرون أجانب العام الماضي. وترتفع هذه النسبة إلى نحوٍ من 5% في وسط مونتريال التجاري. وحل الأميركيون والفرنسيون في طليعة المستثمرين.
ويرى واضع التقرير، فرانسيس كورتيلّينو، أنه من الصعب تحديد ما إذا كانت الضريبة العقارية الجديدة في فانكوفر ستحدث تغييراً هاماً في حجم الاستثمارات الأجنبية في سوق مونتريال. "هناك احتمالات عديدة"، يقول كورتيلّينو.
(سي بي سي / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
استمعوا