تفيد دراسة جديدة لمؤسسة الإحصاء الكندية أن معدل العمالة لدى الكنديين تراجع بنحو من 2,4 نقطة مئوية في السنوات التي أعقبت اكتشاف إصابة أحد الزوجيْن بداء السرطان.
وبما أن معدل العمالة لدى النساء هو أدنى من المعدل لدى الرجال، يصبح هذا التراجع أكثر حدة نسبياً لديهن.
ومعدل العمالة هو النسبة المئوية للأشخاص العاملين في أوساط السكان الذين تتراوح أعمارهم بين سن الخامسة عشرة والرابعة والستين، حسب تعريف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) التي تضم 35 دولة من بينها كندا.
وتضيف الدراسة التي أصدرتها وكالة الإحصاء الكندية يوم الجمعة الفائت أن معدل الدخل السنوي تراجع بنحو من 2000 دولار لدى الرجال و1500 دولار لدى النساء في السنوات التي أعقبت اكتشاف إصابة الزوج بداء السرطان، ما يمثل تراجعاً بنسبة 3,4% لدى الرجال و5,9% لدى النساء.
وبالتالي كان التراجع في الدخل السنوي للأسرة التي اكتُشِفت فيها إصابة أحد الزوجيْن بالسرطان هاماً، إذ تراجع دخل المصاب ودخل الزوج معاً.
ففي الحالات التي اكتُشِف فيها داء السرطان لدى الزوجة تراجع دخل العائلة السنوي بنسبة وصلت إلى 4,8%، فيما وصلت نسبة التراجع إلى 8,5% في الحالات التي اكتُشِف فيها الداء لدى الزوج.
وفي أعقاب صدمة مرتبطة بالحالة الصحية، كاكتشاف إصابة أحد الزوجيْن بداء السرطان، قد يقوم الزوج الآخر والأولاد البالغون بزيادة ساعات العمل من أجل التعويض عن الخسارة في دخل المصاب، أو على العكس من ذلك قد يقومون بتقليص ساعات العمل من أجل الاعتناء بفرد العائلة المصاب. وهذا الاحتمال الثاني هو الأكثر شيوعاً في كندا حسب دراسة وكالة الإحصاء.

وشملت دراسة وكالة الإحصاء الكندية أشخاصاً كانوا يعيشون حياة زوجية دون توقف مع الشخص نفسه وقامت بمتابعةٍ لحالات اكتشاف الإصابة بالسرطان لدى أحد الزوجيْن في الفترة الممتدة من عام 1992 حتى عام 2003.
وتوقفت الدراسة عند وضع العمل والدخل لدى الأشخاص البالغين 59 عاماً وما دون خلال السنوات الخمس التي أعقبت اكتشاف إصابة الزوج بداء السرطان، وقامت بمقارنة هذه المعطيات مع أشخاص لديهم المواصفات نفسها لكن لم يُكتشف السرطان لدى أزواجهم.
ويشكل داء السرطان أحد الأسباب الرئيسية لحالات الوفاة والاعتلال في كندا. وتقول وكالة الإحصاء إن نحواً من 200 ألف شخص في كندا علموا أنهم مصابون بالسرطان في عام 2014، وتضيف أن هذا الداء كان السبب الأول للوفاة عام 2011، إذ تسبب لوحده بـ30% من الوفيات في ذاك العام.
لكن احتمالات البقاء على قيد الحياة بعد تشخيص مرض السرطان ازدادت. فمعدل بقاء المصاب حياً بعد خمس سنوات على اكتشاف أي من أنواع السرطانات لديه ارتفع من 56% عام 1993 إلى 63% عام 2007.
"هذا الانتقال إلى فترات أطول من البقاء على قيد الحياة يلفت إلى أهمية أن يؤخذ بالاعتبار تأثير السرطان على وضع المصابين به في ما يتصل بسوق العمل والرخاء المالي على المدييْن المتوسط والبعيد"، تؤكد دراسة وكالة الإحصاء الكندية.
(وكالة الإحصاء الكندية / راديو كندا الدولي)