الاقتصاد الكندي: ربع أول دون التوقعات نذير شؤم للربع الثاني مع أمل بوثبة في الربع الثالث

سجل الاقتصاد الكندي نمواً في الربع الأول من السنة الحالية يفوق بست مرات نموه في الربع الأخير من السنة الفائتة، لكن هذا النمو بقي دون توقعات الخبراء وبنك كندا (المصرف المركزي) على حد سواء.

كما أن الاقتصاد الوطني سجل انكماشاً في آخر شهريْن من الربع الأول من 2016، ما ينذر بالشؤم للربع الثاني الذي من المتوقع أن يتأثر سلباً جراء حريق فورت ماكموري في ألبرتا في غرب كندا، أغنى مقاطعات البلاد بالنفط، كما تقول وكالة "رويترز" للأنباء.

وبلغة الأرقام، ارتفع إجمالي الناتج الداخلي الفعلي في كندا بنسبة 0,6% في الربع الأول من السنة الحالية، مقارنة بارتفاع بنسبة 0,1% في الربع الأخير من السنة الماضية، كما أفادت اليوم وكالة الإحصاء الكندية.

وهذا يعني أن الاقتصاد الوطني نما في الربع الأول من 2016 بنسبة 2,4% وفق وتيرة سنوية، فيما كان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم وكالة "رويترز" قد توقعوا نموه بنسبة 2,9%، كما كان المصرف المركزي قد توقع نمواً بنسبة 2,8%.

لكن هذه الأرقام لا تدفع إلى إعادة النظر في التوقعات القائلة بثبات في السياسة النقدية للمصرف المركزي بعد تخفيضه سعر الفائدة الأساسي مرتيْن العام الماضي، تقول وكالة "رويترز".

وارتفاع نمو الاقتصاد الكندي في الربع الأول من عام 2016 عائد بصورة أساسية إلى ارتفاع قيمة الصادرات بنسبة 1,7% بعد تراجعها بنسبة 0,4% في الربع الأخير من عام 2015، حسب وكالة الإحصاء.

لكن هذا النمو الفصلي يشوبه انكماش في شهريْ شباط (فبراير) وآذار (مارس).

ففي كانون الثاني (يناير) ارتفع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 0,9% وفق وتيرة شهرية، وتراجع بنسبة 0,1% في شباط (فبراير) ثم بنسبة 0,2% في آذار (مارس)، أي أكثر بمرتيْن من الانكماش الذي توقعه الخبراء للشهر الأخير من الربع الأول.

"فصل جيد انتهى بخبطة، فإجمالي الناتج الداخلي في كندا استمد مجمل قوته الدافعة من الشهر الأول للفصل، وهذا يدل على تباطؤ في الانتظار"، يقول كبير خبراء الاقتصاد لدى "سي آي بي سي" (CIBC)، أحد أكبر المصارف في كندا، آفيري شنفلد.

وجاء في توقعات المصرف المركزي الصادرة الأسبوع الفائت، وهي الأولى له بعد اندلاع حريق فورت ماكموري في شمال شرق ألبرتا، أن معدل نمو الاقتصاد الكندي في الربع الثاني سيفقد 1,25 نقطة مئوية بتأثير من هذا الحريق الذي ألحق أضراراً هائلة بعاصمة الرمال الزفتية في كندا وتسبب بتوقف إنتاج النفط في محيطها. وهذا ما قد يُترجم بانكماش اقتصادي في مجمل الربع الثاني.

لكن معظم خبراء الاقتصاد والمصرف المركزي يتوقعون وثبة للاقتصاد الوطني في الربع الثالث من السنة، لاسيما بفضل استئناف إنتاج النفط في محيط فورت ماكموري وإعادة بناء ما دمره الحريق الهائل في هذه المدينة.

(سي بي سي / وكالة الصحافة الكندية / وكالة رويترز / راديو كندا الدولي)