تناول اليوم الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته على موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) تأكيد رئيس حكومة مقاطعة كيبيك الكندية، فيليب كويار، أمس في مقابلة مع تلفزيون راديو كندا أنه لن يقدم على استثمار الغاز الصخري في المقاطعة. ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.
يستهل فيليون مقاله الذي يحمل عنوان "نهاية الغاز الصخري؟" بالتذكير بأن التقرير الأول الصادر عن "مكتب الجلسات العامة حول البيئة" (Bureau d'audiences publiques sur l'environnement) بشأن الغاز الصخري في شباط (فبراير) 2011 خلص إلى أنه لم يكن هناك من معلومات علمية كافية لتحديد المخاطر المتصلة باستثمار هذا الغاز. واقترح المكتب المذكور التابع لحكومة كيبيك أن تستفيد الحكومة من المجالس المناطقية للبلديات من أجل وضع هيئة تنسيق. وحكومة كويار هي حالياً بصدد إلغاء هذه المجالس، يشير فيليون.
وفي مطلع السنة الحالية أصدرت "اللجنة من أجل التقييم البيئي الاستراتيجي للغازات الصخرية" (Comité pour l'évaluation environnementale stratégique sur les gaz de schiste) التي وضعتها الحكومة تقريراً جاء فيه أن أسئلة عديدة لا تزال دون أجوبة، لاسيما ما يتعلق منها بـ"صحة الأفراد وسلامتهم ونوعية حياتهم"، وأن صناعة الغاز الصخري تشكو من نقص في مقبوليتها من المجتمع.

على الصعيد البيئي هناك مخاوف من أن يؤدي استثمار الغاز الصخري إلى تلويث المياه والتربة وإلى انبعاثات هامة للغازات الدفيئة إضافة إلى تسرب الغاز جراء استخدام تقنية التصديع الهيدرولي (التصديع المائي). وعلى الصعيد الاقتصادي يحد السعر المنخفض جداً للغاز الطبيعي في أسواق أميركا الشمالية من الجدوى الاقتصادية لاستثمار الغاز الصخري، يقول فيليون نقلاً عن تقرير اللجنة.
وها أن تقريراً آخر لـ" مكتب الجلسات العامة حول البيئة" صدر قبل يوميْن يخلص إلى أنه من غير المناسب استثمار الغاز الصخري في كيبيك، يقول الصحافي الاقتصادي في راديو كندا. التنقيب عن الغاز الصخري واستثماره في الأراضي المنخفضة لنهر سان لوران قد يتركان آثاراً جسيمة على الجاليات المعنية، أبرزها تدهور نوعية الهواء وارتفاعُ الضجيج وحركةِ السير على الطرقات والتلوثِ الضوئي، وتراجعُ قيمة العقارات القريبة من منصات التنقيب، جاء في التقرير.
ويضيف التقرير أن صناعة الغاز الصخري قد تلحق الأذى بالبيئة، لاسيما بنوعية المياه السطحية والمياه الجوفية، وبالمناطق المحمية والمناطق الرطبة، وتؤدي إلى تفتيت الغابات.
ثلاثة تقارير غنية بالمعلومات والأبحاث تتوصل إلى خلاصة أساسية، وهي أن استثمار الغاز الصخري محفوف بالمخاطر وعائداته الاقتصادية ضعيفة الاحتمال وهو غير مقبول من المجتمع. رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار فهم الرهان وأغلق الملف أمس في المقابلة مع تلفزيون راديو كندا، يختم جيرالد فيليون.
استمعوا