تستمرّ أسعار النفط في التراجع منذ فترة وقد تراجع سعر البرميل مطلع الأسبوع إلى ما دون الستين دولارا للمرّة الأولى منذ نحو خمس سنوات ونصف.
ويثيرتراجع الأسعار القلق حيال الاقتصاد العالمي بصورة إجماليّة.
وهنا في كندا، ثمّة مخاوف من مضاعفاته على اقتصاد البلاد.
وقد شارك وزير الموارد الطبيعيّة الكندي غريغ ريكفورد أمس الاثنين في لقاءجمعه ووزيري الطاقة الأميركي ارنست مونيز والمكسيكي بيدرو يواكيم كولدويل.
وتعهّد الثلاثة على العمل من أجل تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين دولهم. وتمّ الاتفاق على وضع قاعدة بيانات عامّة وإحصاءات ورسم خرائط لموارد الطاقة القاريّة والموارد والبنى التحتيّة للطاقة.
كما تعهّدوا بالعمل على تحقيق استغلال مسؤول ومستدام لموارد النفط والغاز الطبيعي غير التقليديّين والتعاون في ما بينهم لتطوير بنى تحتيّة حديثة للطاقة.
الصحافي ايفان سولومون من القسم الانكليزي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة سي بي سي تحدّث إلى الوزير ريكفورد الذي شرح محور اللقاء مع نظيريه الأميركي والمكسيكي قائلا:
لقد خرجنا بلائحة من الأمور التي ينبغي تحقيقها وكانت هنالك ثلاثة مواضيع مدرجة على الأجندة : قاعدة بيانات حول الطاقة، وهو أمر قد يبدو غير مهمّ ولكنّه في الواقع يشمل العديد من النقاط المتعلّقة بفهم البنى التحتيّة الحديثة في مجال الطاقة ،هذا فضلا عن البيئة الاقتصاديّة وأبعاد أمن الطاقة كما يقول الوزير ريكفورد.
ويضيف بأنه أمكن الاطّلاع خلال الاجتماع على الاصلاحات التي أجرتها المكسيك في العمق لتنظيم قطاع الطاقة، الذي أصبح مفتوحا أمام المستثمرين من حول العالم.
ويتابع الوزير غريغ ريكفورد بالقول:
لقد قدّمت شخصيّا عرضا حول البنى التحتيّة المرنة والحديثة للطاقة. وخرجنا كما ذكرت سابقا بمجموعة من المقرّرات التي سنعمل على تحقيقها.
وحدّدنا اثنتي عشرة نقطة ضمّنّاها في وثيقة سنرفعها لزعماء الدول الثلاث قبيل موعد القمّة التي سيعقدونها في شباط فبراير المقبل على الأرجح يقول الوزير ريكفورد.

ويتابع فيشير إلى مشروع خطّ الأنابيب كيستون أكس أل لنقل النفط من الرمال الزفتيّة في البرتا إلى مصافي التكرير في ولاية تكساس الأميركيّة.
ويشير ردّا على سؤال بأن المباحثات مع نظيريه تناولت موضوع البنى التحتيّة للطاقة التي تراعي الأداء الاقتصادي والبيئي والأمني ويضيف:
يشكّل أنبوب كيستون فرصة لنقل النفط من البرتا وولايتي مونتانا ونورث داكوتا إلى السوق الأميركيّة للاستهلاك المحلّي وفق ما تقوله الخارجيّة الأميركيّة.
ولكن ماذا عن موقف الرئيس اوباما الذي قال إن النفط الذي سيتمّ نقله بواسطة الأنبوب سيُستخدم للتصدير؟ يجيب الوزير غريغ ريكفورد بأن ما من قرار تمّ اتخاذه بعد حول الموضوع.
ولكنّ الخارجيّة الأميركيّة تسدي نصائحها لصانعي القرار على ضوء كلّ ما يضمن احترام البيئة وأمن الطاقة.
ويشير الوزير غريغ ريكفورد إلى البنى التحتيّة المرنة التي تشمل شبكات الكهرباء والغاز الطبيعي ويضيف:
الولايات المتحدة والمكسيك مهتمّتان بتطوير تقنيّات النفط والغاز غير التقليديّين وبتدريب المهارات لتطوير قطاعات جديدة.
ويؤكّد الوزير ريكفورد أن بإمكان كندا أن تقدّم الكثير على هذا الصعيد من خلال شبكة أنابيب التوزيع فضلا عن شبكات النفط والكهرباء من أجل طاقة متكاملة في أميركا الشماليّة.
ولكن ماذا عن تراجع أسعار النفط المتواصل الذي يحرم مقاطعة البرتا وأيضا الخزينة الفدراليّة من عائدات بمليارات الدولارات؟
يقول الوزير الكندي إن تراجع أسعار النفط كان في صلب المباحثات التي أجراها مع نظيريه الأميركي والمكسيكي .
ويضيف بأن الحكومة تستند في سياساتها والقرارات التي تتّخذها إلى دورة تمتد ما بين 20 إلى 40 سنة ويتابع بالقول:
سبق أن واجهت كندا هذه المشكلة كونها الشريك الاقتصادي للولايات المتحدة التي تستورد 99 بالمئة من النفط من كندا.
وكندا اعتادت على تراجع الأسعار. والحكومة الفدراليّة تتابع التطورات عن كثب وتضع في اولويّاتها تحديد إطار مالي يتماشى مع أسعار نفط منخفضة. وهذا ما أكّد عليه وزير المال الكندي جو اوليفر منذ أيّام قليلة.
ويشير وزير الموارد الطبيعيّة الكندي غريغ ريكفورد إلى أن الخاسر الأكبر من تراجع الأسعار هما فنزويلا وروسيّا في حين أن المكسيك ماضية قدما في إصلاحاتها لتنظيم قطاعها النفطي وتتطلّع على غرار كندا لوضع مخطّطاتها على المديين القصير والمتوسّط .
ويعرب الوزير ريكفورد في الختام عن اعتقاده بأن الانتاج الكندي من النفط سيحافظ على مستوياته وسيحقّق اهدافه في إطار أمن الطاقة في الشمال الأميركي.
استمعوا