مجموعة من تعليقات الصحف الكنديّة التي صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم كلّ من مي أبو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.
صحيفة ذي غلوب اند ميل: المساعدات الانسانيّة الكنديّة لسوريّا
"المساعدات لسوريّا دون الهدف" عنوان طالعتنا به صحيفة ذي غلوب اند ميل التي كتبت تقول إنّ الحكومة الكنديّة ستقدّم 32 مليون دولار ، وهو المبلغ الذي يعادل قيمة الأموال التي قدّمها الكنديّون في حملة جمع التبرّعات لسوريا.
و كانت الحكومة الليبراليّة قد تعهّدت بتقديم مبلغ من المال يوازي قيمة المبلغ الذي يجمعه صندوق الطوارئ من أجل سوريّا.
وحدّدت اوتاوا سقف مساهمتها بمئة مليون دولار لمساعدتها تلك.
وتنقل الصحيفة عن وزيرة التنمية الدوليّة ماري كلود بيبو أنّ الحكومة ستعطي المبلغ الموازي للتبرّعات وستضيف إليه 68 مبلغ مليون دولار إضافي لتصل المساعدة الفدراليّة إلى 100 مليون دولار نظرا لاحتياجات السوريّين الهائلة بسبب الصراع.
"الاحتياجات على الأرض هائلة وملحّة وقرّرت حكومتنا الذهاب إلى أبعد من المبلغ الذي جمعه صندوق المساعدات لسوريا" قالت الوزيرة بيبو.
و كانت حكومة المحافظين السابقة هي التي اتّخذت القرار بشأن دعم تبرّعات الكنديّين بمساهمة موازية، وعمدت الحكومة الليبراليّة إلى تمديد مدّة حملة جمع التبرّعات التي انتهت في كانون الأوّل ديسمبر الفائت حتّى نهاية شهر شباط فبراير 2016 بهدف جمع المزيد من التبرّعات.
وتنقل الصحيفة عن جيليان بارث رئيسة مؤسّسة كير كندا الخيريّة أنّ هدف جمع 100 مليون دولار كان طموحا ولكنّها تتفهّم لماذا اختارته الحكومة الكنديّة.
وربّما أنّ الحكومة حدّدت هذا المبلغ لتتأكّد من أنّ الحملة ستحشد دعما مماثلا لما يجري في حالات الطوارئ الأخرى، ولديها المال لتغطية المبلغ.

وتقول الوزيرة ماري كلود بيبو في حديث لصحيفة ذي غلوب اند ميل إنّ مبلغ 32 مليون دولار الذي تبرّع به الكنديّون هو رقم مرتفع في الأزمات الطويلة الأمد مقارنة بمساعدات في الكوارث الطبيعيّة.
وتعطي مثال الزلزال الذي ضرب هايتي عام 2010 حيث تبرّع الكنديّون يومها ب 222 مليون دولار للصليب الأحمر الدولي في غضون 10 أيّام.
وترى من المهمّ تحديد الفرق بين أزمة وكارثة طبيعيّة.
والصراع مستمرّ منذ 5 سنوات وكان الكنديّون يقدّمون المساعدات طوال هذه الفترة تقول الوزيرة بيبو.
لكنّ رئيس منظّمة اليونيسيف فرع كندا ديفيد مورلي يرفض فكرة أنّ المراجع المانحة تعبت بالنسبة لما يختصّ بالأزمة السوريّة.
"الناس يريدون الاصغاء، وعندما يتأثّرون كما حدث خلال الأزمة السوريّة، فإنّهم سيمدّون يد المساعدة ويحدثون فرقا" قال ديفيد مورلي.
وتتابع ذي غلوب اند ميل فتقول إنّ مبلغ 100 مليون دولار هو جزء من مليار ومئة مليون دولار تعهّدت الحكومة الكنديّة بتقديمها على مدى 3 سنوات من دعم و مساعدات تنمويّة للمتضرّرين من الأزمة السوريّة.
وتقول الوزيرة بيبو إنّ الأموال جاهزة للشركاء وسيتمّ توفيرها عندما يتمّ وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المشروع.
وستقدّم اوتاوا 32 مليون دولار لمنظّمة اليونيسيف للمساعدة على زيادة فرص التعليم وتوفير خدمات حماية الأطفال السوريّين في سوريّا والأردن ودعم جهود تحصين الأطفال ضدّ الأمراض في سوريّا.
وسيتمّ تخصيص ال68 مليون دولار المتبقّية في مشاريع من قبل كندا والشركاء على الأرض لتوفير المأوى والمساعدات الغذائيّة والصحيّة وتأمين المياه للعائلات السوريّة المتأثّرة بالصراع في سوريا و العراق و لبنان و الأردن.
و تحدّد وثائق حكوميّة منظّمات الإغاثة التي ستتلقّى المساعدات الكنديّة في لبنان والأردن و العراق.
و تختم ذي غلوب اند ميل مشيرة إلى أنّه لم يتمّ تحديد المنظّمات التي ستتلقّى المساعدات داخل سوريا لاعتبارات أمنيّة ولأنّ ذلك قد يعرّض حياة الناس في خطر وفق ما قالته جوليان بارث رئيسة منظّة كير كندا الخيريّة.

"عودة الحزب الديموقراطي الجديد إلى اليسار"
علقت معظم الصحف الكندية على الخسارة التي مني بها زعيم الحزب الديموقراطي الجديد توماس مولكير خلال مؤتمر حزبه العام في ادمنتون ألبيرتا يوم الأحد الفائت حيث لم يحظ بتأييد أكثر من ثمانية وأربعين بالمئة من أصوات الأعضاء المشاركين مقابل اثنين وخمسين بالمئة الذين طالبوا باستقالته.
وكان مولكير تسلم قيادة الحزب منذ أربع سنوات وقاد الحزب خلال الانتخابات الفيديرالية الأخيرة حيث بدا في الأسابيع الأولى من الحملة على وشك الفوز وتشكيل أول حكومة ديموقراطية جديدة على الصعيد الفيديرالي لكنه سرعان ما تراجع لمصلحة الليبيراليين ومني حزبه بخسارة كبيرة.
ورأت المحررة في صحيفة لو دوفوار مانون كورنولييه أن مولكير تلقى اسوأ صفعة يمكن أن يتلقاها أي زعيم سياسي من أعضاء حزبه الذين صدموا من نتائج التصويت وأن أي زعيم آخر لم يواجه هذا المصير في تاريخ كندا بالرغم من أنه أعاد تنظيم الحزب وأغنى صندوقه الانتخابي وحقق قاعدة محترمة للحزب في مقاطعة كيبيك لكنه بالمقابل أساء قيادة الحملة الانتخابية.
وتعتبر كورنولييه أن مولكير كان بين نارين: فمن جهة براغماتيو الحزب الذين خاب أملهم لفقدانهم فرصة تاريخية بالوصول إلى السلطة، ومن جهة ثانية الديموقراطيون الاجتماعيون الذين استغلوا الفرصة لاستعاد الهيمنة على الحزب التي فقدوها جراء انتقال الحزب من اليسار إلى الوسط. وقد استغلوا رغبة التجديد التي عبر عنها الأعضاء لإعادة طرح مشروعهم "قفزة إلى الأمام" الذي يدعو إلى إعادة النظر في الرأسمالية والتبادل التجاري الحر ويركز على مكافحة التغيرات المناخية.
وترى مانون كورنولييه في صحيفة لو دوفوار أنه إذا كان التصويت على الثقة بالزعيم قد قسم الحزب، فإن الجدل والنقاش خلال حملة اختيار البديل سيكون محموما، وعلى الحزب، الذي لم يصل إلى السلطة في بعض المقاطعات إلا عندما دافع عن رؤية تقدمية فعلا إنما مطبوعة ببراغماتية ، عليه أن يتحلى بالجرأة في مواجهة تحديات العصر وألا يفقد طموحه للوصول إلى السلطة ليكون بديلا عن حزبي الليبيراليين والمحافظين اللذين يتداولان السلطة منذ تأسيس الفيديرالية الكندية، تختم مانون كورنولييه مقالها في صحيفة لو دوفوار.

كندا والسعي لتلميع الصورة على الساحة الدولية
قبل نحو من ست سنوات تلقت كندا واحدة من أبرز الصفعات المدوية في تاريخها في مجال العلاقات الدولية، كتب يوم الأربعاء أليكساندر سيروا في صحيفة "لا بريس" في إشارة إلى سحب كندا ترشيحها لمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي في تشرين الأول (أكتوبر) 2010 بعدما تبين لها أنها لن تحصل على الأصوات الكافية للفوز به.
ولكي يظهر إلى أي درجة "عادت كندا إلى الساحة العالمية"، وفقاً لما تؤكده حكومته الليبرالية منذ وصولها إلى السلطة أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، أكد جوستان ترودو قبل شهريْن أن كندا ترغب بالفوز بمقعد في مجلس الأمن. وستحاول أوتاوا بلوغ هذا الهدف عام 2020.
والهدف طموح، وبلوغه يتطلب من كندا تلميع صورتها على الساحة الدولية بعد عقد من الزمن فقدت فيه بريقها وجاذبيتها على هذه الساحة، وبصورة خاصة في منظمة الأمم المتحدة، يقول سيروا في "لا بريس"، في إشارة إلى الفترة التي كان فيها المحافظون بقيادة ستيفن هاربر في سدة الحكم في أوتاوا.
ولكن ما السبيل لتغيير هذا الوضع؟ وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون أعطى بعض التفاصيل في هذا الصدد في خطاب رئيسي ألقاه مؤخراً في أوتاوا.
فقد أكد ديون أن "المبدأ التوجيهي" للحكومة الليبرالية في مجال السياسة الخارجية سيكون "القناعة المسؤولة" (la conviction responsable).
بتعابير واضحة، هذا يعني انفصالاً مع ما كانت تدعو له حكومات ستيفن هاربر من "البقاء وفية لقناعاتها مهما حصل". لكن ديون يلفت انتباهنا إلى أن قناعات حكومته تتضمن "الإحساس بالمسؤوليات"، أي أنها ستفكر في عواقب أفعالها قبل أن تقدم عليها، يقول سيروا في "لا بريس" الصادرة في مونتريال.
هذا يعني، على سبيل المثال، سياسة التزام أكثر براغماتية: نقوم بنسج علاقات مع حلفائنا، ولكن أيضاً مع أنظمة تعجبنا بنسبة أدنى.

ومن بين الأمثلة التي أعطاها وزير الخارجية الكندي هناك الرغبة بتحسين العلاقات مع موسكو. فمقاطعة روسيا ألحقت الأذى بكندا، قال الوزير ديون، وهو محق في ذلك يقول سيروا.
فوزير الخارجية أشار إلى أن أوتاوا فقدت من تأثيرها في الملفات المتعلقة بالمنطقة القطبية الشمالية ومن شرعيتها للقيام بدور في المحادثات المتصلة بأزمتيْ سوريا وأوكرانيا.
كما وعد الوزير ديون بإعطاء أهمية لعمليات حفظ السلام حول العالم. وهذا خبر جيد آخر، فالأمم المتحدة بحاجة في هذا المجال إلى وحدات متخصصة، وكندا قادرة على توفيرها لها وعليها أن تقوم بذلك، يرى سيروا.
ورحب الكاتب بما يعتبره شفافية حكومة ترودو في السياسة الخارجية، وبالاستشارات العامة الواسعة النطاق حول مستقبل القوات المسلحة الكندية التي أعلنت عنها الحكومة، ووصف ذلك بأنه "ثورة صغيرة" دعا لاستمرارها في السنوات المقبلة.
ويضيف سيروا أن الوزير ديون يؤكد على أن "القناعة المسؤولة" تعني مزيداً من الصرامة والشفافية فيما يتعلق ببيع الأسلحة الكندية للخارج في المستقبل. وهذا الكلام ضروري في أعقاب العقد بقيمة 15 مليار دولار كندي مع المملكة السعودية، يقول سيروا في إشارة إلى صفقة بيع الرياض ناقلات جند مدرعة من إنتاج مصنع "جنرال ديناميكس لاند سيستمز" (General Dynamics Land Systems) في لندن في مقاطعة أونتاريو. والصفقة أُبرمت في ظل حكومة المحافظين وأعطى الوزير ديون موافقته عليها يوم الجمعة الفائت.
ويختم سيروا بالقول إن الحكومة الليبرالية أعطت موافقتها على هذه الصفقة مكرهة بهدف إنقاذ آلاف الوظائف، لأن بيع معدات عسكرية إلى "دولة ترهب مواطنيها وتروج لإسلام متطرف" ليس من المسؤولية بمكان.
استمعوا