سوق العمل الكندية: تدهور أسعار النفط جعل الأولين آخرين

حملت بيانات سوق العمل الكندية لشهر شباط (فبراير) الفائت الصادرة يوم الجمعة عن مؤسسة الإحصاء الكندية (Statistics Canada) بعض القلق لخبراء الاقتصاد.

فهي أفادت أن سوق العمل فقدت 2300 وظيفة في محصلة صافية وأن معدل البطالة ارتفع بنسبة 0,1% ليبلغ 7,3%، أعلى معدل له منذ آذار (مارس) 2013.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم شركة "بلومبيرغ" (Bloomberg) للبيانات والأخبار المالية والاقتصادية يتوقعون أن توجد السوق نحواً من 8500 وظيفة في محصلة صافية.

كما كان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم وكالة "تومسون رويترز" للأنباء قد توقعوا أن توجد سوق العمل 9000 وظيفة جديدة وأن يبقى معدل البطالة على حاله، أي 7,2%.

والأسوأ من ذلك كان تراجع عدد الوظائف بدوام كامل. ففي محصلة صافية فقدت سوق العمل 51800 وظيفة بدوام كامل، مقابل إيجادها 49500 وظيفة بدوام جزئي.

واللافت أيضاً أن معدل البطالة في ألبرتا، أغنى مقاطعات كندا بالنفط، تجاوز الشهر الفائت المعدل المسجل في مقاطعة كيبيك، وذلك للمرة الأولى منذ نحو من 30 عاماً.

ففي ألبرتا التي تعاني من التراجع الشديد في أسعار النفط وفقدان وظائف مباشرة في قطاع الطاقة وغير مباشرة في قطاعات أخرى، ارتفع معدل البطالة بـ0,5% ليبلغ 7,9%، فيما حافظ معدل البطالة في كيبيك على مستواه البالغ 7,6%، وارتفع المعدل في أونتاريو بـ0,1% ليبلغ 6,8%.

كما أصبح معدل البطالة في ألبرتا الأعلى بين المقاطعات الكندية باستثناء المقاطعات الأطلسية الأربع، وهي أصغر أربع مقاطعات كندية من حيث عدد السكان وتُسجل فيها عادة معدلات بطالة أعلى من المعدل الوطني.

وكانت ألبرتا تنعم بأدنى معدلات البطالة بين المقاطعات الكندية قبل تدهور أسعار النفط الخام.

وتقول مؤسسة الإحصاء الكندية إنها منذ أن بدأت بجمع البيانات في عام 1976، تجاوز معدل البطالة في ألبرتا المعدل في كيبيك في أربعة أشهر فقط، وهي كانت متتالية وامتدت من تشرين الأول (أكتوبر) 1986 إلى كانون الثاني (يناير) 1987.

ومعدل البطالة المسجل في ألبرتا الشهر الفائت، 7,9%، هو الأعلى في هذه المقاطعة منذ آب (أغسطس) 1995 عندما بلغ 8,2%. وهو أعلى بـ2,5% عمّا كان عليه قبل سنة. وفي فترة الـ12 شهراً المنتهية الشهر الفائت خسرت هذه المقاطعة 21200 وظيفة في محصلة صافية، ومن ضمن ذلك خسارة 56300 وظيفة بدوام كامل، فيما أوجدت أونتاريو، كبرى المقاطعات الكندية، 74100 وظيفة في الفترة نفسها، علماً أنها خسرت 11200 وظيفة الشهر الفائت.

دوغ بورتر، كبير الاقتصاديين في "بنك مونتريال" (BMO)، أحد المصارف الكندية الستة الكبرى، قال إن ما بلغه معدل البطالة في ألبرتا يشكل "حالة نادرة جداً". ولفت إلى أن المرة الأخيرة التي تجاوز فيها معدل البطالة في ألبرتا المعدل في كيبيك تلت هي أيضاً انهياراً في أسعار النفط الخام، إذ هبط سعر البرميل من 30 دولاراً أميركياً إلى 10 دولارات أميركية في نحو من ستة أشهر.

من جهته قال رئيس مجلس الخزينة في الحكومة الفدرالية، سكوت برايسون، إن الخسائر المسجلة في سوق العمل في المقاطعات المنتجة للنفط كألبرتا تذكرنا بأهمية تنويع الاقتصاد الكندي.

"شهدنا نمواً بطيئاً للاقتصاد في كندا منذ عام 2011 مقارنة بعدد من الدول المشابهة لنا"، قال برايسون، "وما فعله تراجع أسعار النفط الخام هو أنه نقلنا من حالة نمو بطيء إلى، عملياً، حالة لا نمو".

(وكالة الصحافة الكندية / سي بي سي / راديو كندا / راديو كندا الدولي)