هل يقدم مصرف كندا المركزي على تخفيض جديد للفائدة الأساسية؟

هل يعلن بنكُ كندا (المصرف المركزي) عن تخفيض جديد لمعدل الفائدة الأساسي يوم الأربعاء المقبل من ضمن تقريره حول السياسة المالية؟

ثلاثة عناصر تجعل هذا الاحتمال معقولاً برأي كبير خبراء الاقتصاد في مصرف "ديجاردان" التعاوني (Caisses Desjardins)، جيمي جان، كما جاء في تقرير لمجلة "الأعمال" (Les affaires) الكندية الصادرة بالفرنسية في مونتريال.

بالدرجة الأولى جاءت آخر البيانات الاقتصادية الشهرية دون مستوى التوقعات، وهذا ينطبق على أرقام التجارة الدولية والتصنيع ومبيعات الجملة ومعدليْ البطالة والتضخم وإجمالي الناتج الداخلي الفعلي.

ويضيف التقرير أنه صحيح أن إيجاد سوق العمل الكندية 22800 وظيفة جديدة في محصلة صافية الشهر الفائت تخطى توقعات المراقبين، لكن إذا ما نظرنا إلى التفاصيل لن نجدها مُطَمْئنة كثيراً.

وينقل التقرير عن جيمي جان قوله في هذا الصدد إن الوظائف الجديدة المشار إليها عائدة بنسبة كبيرة إلى فئة العمال المستقلين، وإن هذه الفئة تشهد تقلبات كثيرة. وإضافة إلى ذلك تركزت تلك الوظائف الجديدة في أونتاريو وكيبيك فيما سجلت سوق العمل تراجعاً في غالبية المقاطعات الأخرى.

العنصر الثاني الذي يحمل كبير خبراء الاقتصاد في مصرف "ديجاردان" التعاوني على توقع تخفيض جديد لسعر الفائدة الأساسية هو بروز بعض المؤشرات المستقبلية المقلقة. ويشير جيمي جان في هذا المجال إلى ما جاء في دراسة استطلاعية جديدة لمصرف كندا المركزي من أن نوايا التوظيف والاستثمار في المعدات لدى الشركات الكندية خلال العام الحالي تراجعت إلى أدنى مستوياتها في السنوات السبع الأخيرة، أي منذ أزمة الركود الاقتصادي عام 2009.

أما العنصر الثالث الدافع باتجاه تخفيض جديد للفائدة الأساسية، التي تُعرف أيضاً بفائدة ليلة واحدة، فهو تراجع أسعار النفط الخام. وكندا بلد منتج للنفط، والنفط يأتي في طليعة صادراتها.

ويرى جيمي جان أن إقدام المصرف المركزي قبل عام على تخفيض سعر الفائدة الأساسية "بشكل مفاجئ وفي ردة فعل على المنحى التراجعي لأسعار النفط الخام"، يجعل "من المعقول" الافتراض بأن النفط لا يزال "جزءاً من وظيفة رد الفعل" لديه.

ومن ناحية أخرى يرى كبير خبراء الاقتصاد في "ديجاردان" أن المصرف المركزي قادر على الاستفادة من التراجع الهام المسجل في سعر الدولار الكندي مقابل الدولار الأميركي، وإن تأخر حصوله، والتحقق مما إذا كان سيعطي الصادرات الكندية قوة الدفع المنشودة، وانتظار إعلان الحكومة الفدرالية بشكل مفصل هذا الربيع عن خطواتها لدعم الاقتصاد الوطني، قبل أن يقدم على تخفيض جديد لسعر الفائدة.

يُشار إلى أن المصرف المركزي خفض الفائدة الأساسية بـ25 نقطة أساس، أي 0,25%، في 21 كانون الثاني (يناير) من العام الفائت، ثم عاود الكرة بعد ستة أشهر في 15 تموز (يوليو).

(مجلة "الأعمال" / راديو كندا الدولي)