تناول محرر الشؤون الاقتصادية في تلفزيون راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) جيرالد فيليون في مقال له السياسة الاقتصادية لرئيس الحكومة الكندية الجديدة جوستان ترودو الذي أعلن تشكيلته الحكومية وقسم اليمين الدستورية هو ووزراؤه قبل يوميْن. وكان الحزب الليبرالي الكندي بقيادة ترودو قد فاز بحكومة أكثرية في الانتخابات الفدرالية العامة في 19 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت.
يذكر جيرالد فيليون بأن البرنامج الاقتصادي لجوستان ترودو في الحملة الانتخابية كان ميالاً إلى اليسار في بعض وعوده، مثل زيادة الضرائب على الأكثر غنى في المجتمع، والعجز في الميزانية بهدف تحفيز الاقتصاد وإيجاد الوظائف.
أما الفريق الاقتصادي في الحكومة الليبرالية الجديدة فميال إلى يمين الوسط يقول جيرالد فيليون. فرئاسة مجلس الخزينة عُهدت إلى سكوت برايسون، عضو مجلس العموم سابقاً عن الحزب التقدمي المحافظ، وحقيبة المالية أوكلت إلى بيل مورنو، الرئيس السابق لمجلس إدارة معهد "سي دي هاو" (C.D. Howe) وهو مركز أبحاث مرموق في مجال الاقتصاد والسياسات المجتمعية يوصف غالباً بأنه ذات ميول محافظة ولكن غير حزبية.
من ناحية أخرى لبيل مورنو سيرة مهنية حافلة، فهو قاد المؤسسة العائلية "مورنو شيبيل" (Morneau Shepell)، إحدى أكبر المؤسسات الاستشارية في مجال الموارد البشرية في كندا، وقام بعمل طوعي في قطاعيْ الصحة والتربية، وكان عضواً في المجلس الاستشاري لأنظمة التقاعد التابع لحكومة مقاطعة أونتاريو. وبالتالي يمكن توقع مقاربة براغماتية منه، يرى جيرالد فيليون.
إدارة النفقات ليست إذاً بين أيدي الخبير الاقتصادي جون ماك كالوم الذي عُهدت إليه حقيبة المواطنة والهجرة واللجوء. ويصف فيليون ماك كالوم بأنه الأكثر كينزية في حكومة ترودو.
أطلق الحزب الليبرالي الكثير من الوعود في الحملة الانتخابية، وبتعيينه بيل مورنو وسكوت برايسون في المنصبيْن المشار إليهما، وبتعيينه وزير الأسرة والتنمية الاجتماعية الخبير الاقتصادي جان إيف دوكلو عضواً في لجنة الأولويات ومجلس الخزينة، يظهر رئيس الحكومة الجديدة حرصه على عدم فقدان السيطرة على المالية العامة، يقول جيرالد فيليون.
نعم سيكون لدى وزير المالية الجديد هامش مناورة للاستثمار في الاقتصاد بفضل العجز الملحوظ في ميزانيات السنوات الثلاث المقبلة، لكن جوستان ترودو يريد تجنب التجاوزات في الإنفاق ويرغب دون شك بالعودة إلى الميزانية المتوازنة أبكر من المتوقع، وبالتالي سيكون من مهام وزير المالية بيل مورنو ورئيس مجلس الخزينة سكوت برايسون عدم الإفراط في الإنفاق، يرى جيرالد فيليون.
ويذكر محرر الشؤون الاقتصادية في تلفزيون راديو كندا بأن الحزب الليبرالي وضع برنامجه الاقتصادي مع الأخذ بالاعتبار التوقعات الاقتصادية المخفضة الصادرة عن المدير البرلماني للميزانية، وأنه من باب الحذر قلص بـ600 مليون دولار العائدات الإضافية المتوقعة من زيادة ضريبة الدخل الفردي على ذوي المداخيل التي تفوق 200 ألف دولار، ما يعطي الحكومة الجديدة إمكانية التصرف بحرية لتنفيذ برنامجها.
استمعوا