تفيد دراسة للاتحاد الكندي للمؤسسات المستقلة (CFIB – FCEI) أنّ سبع مؤسسات صغيرة أو متوسطة الحجم من أصل عشرٍ في كندا اضطُرّت، أو اضطُرّ أصحابها، للاستدانة لكي تواصل العمل في ظلّ جائحة "كوفيد - 19". وبلغ معدّل الدين للمؤسسة 170.000 دولار كندي.
لويس فيليب غوتييه هو المدير العام للشؤون التشريعية في مقاطعات الأطلسي الأربع في الاتحاد المذكور الذي يشكّل أكبر تجمّع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في كندا، إذ يضمّ حوالي 110.000 عضو من بين هذه المؤسسات في مختلف قطاعات الاقتصاد وكافة مناطق البلاد.
يشير غوتييه إلى أنّ 76% من المؤسسات المديونة قالت إنّها تحتاج لأكثر من سنة كاملة لتسديد ديونها، حسب تقرير لراديو كندا.
"لا يعرف (أصحاب المؤسسات) حتى إذا كانوا سيتمكنون من السداد"، يضيف غوتييه، "الوضع صعب للمؤسسات وسيظلّ كذلك".
ويرى غوتييه أنّ هناك مؤسسات ستُضطرّ لإغلاق أبوابها ومؤسسات أُخرى ستعلن إفلاسها. "بعد اثني عشر شهراً من الجائحة دعونا نقول إنّها معاينة للوضع"، يقول غوتييه.
يُذكر أنّ جائحة "كوفيد - 19" ضربت كندا في آذار (مارس) 2020 وأنّ منظمة الصحة العالمية صنّفتها "جائحة عالمية" في الحادي عشر من الشهر المذكور.
فيليب غوتييه، المدير العام للشؤون التشريعية في مقاطعات الأطلسي في الاتحاد الكندي للمؤسسات المستقلة (حقوق الصورة لراديو كندا)
وغالباً ما تكون المساعدات التي تقدّمها الحكومة الفدرالية وحكومات المقاطعات للمؤسسات على شاكلة قروض.
وترى كاتي بيلتييه، مديرة غرفة التجارة لمنطقة إدموندستون في مقاطعة نوفو برونزويك (نيو برونزويك) الأطلسية، أنّه يجب إيجاد الوسائل التي تتيح مساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل لا تترتب معه ديون يتعيّن على هذه المؤسسات تسديدها.
وفيما يخشى أكثر من 11% من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في كندا عدم القدرة على تسديد أيّ من الديون، يؤكد فيليب غوتييه أنّ الاتحاد الكندي للمؤسسات المستقلة يطالب منذ بداية الجائحة بشكل من أشكال المساعدة لهذه المؤسسات لا يزيد من حجم ديونها.
"هناك أمر مؤكَّد، وهو أنّ الوضع لن يكون سهلاً بالنسبة لبعض المؤسسات التي راكمت كلّ هذه الديون عندما تصبح الجائحة وراءنا"، يقول غوتييه.
ويضيف غوتييه أنه عندما تصبح الحسابات غير متوازنة في دفاتر المؤسسات لا يعود بإمكان هذه الأخيرة اقتراض المزيد.
"في البرامج الجديدة (...) ليس هناك سوى الديون. يجب أن تعيد الحكومة (الفدرالية) النظر في مقاربتها"، يقول غوتييه.
منظر عام لمدينة إدموندستون في مقاطعة نوفو برونزويك حيث يتواجد أحد الفروع الخمسة لـ"المعهد الأهلي في مقاطعة نوفو برونزويك" (P199 / Wikipedia)
وفي إدموندستون ترى كاتي بيلتييه أنّ العواقب المالية قد تمتدّ على سنتيْن أو ثلاث سنوات لبعض المؤسسات.
وإدموندستون وضواحيها في أقصى شمال غرب نيو (نوفو) برونزويك كانت مصنفة "منطقة حمراء"، أي الأكثر خطورة من حيث مستوى تفشي وباء "كوفيد - 19" فيها، أكثر من سواها من المناطق في المقاطعة المذكورة.
وتضيف بيلتييه أنّ الإغلاقات الصحية الهادفة للحدّ من انتشار الجائحة هي المسؤولة الأولى عن الخسائر المادية التي لحقت بالمؤسسات. كما أنّ كلّ مؤسسة اضطُرّت للتأقلم مع مختلف القيود الصحية المفروضة عندما أُتيح لها استئناف العمل، ما كلّفها غالياً.
"سقطت علينا ’’كوفيد - 19‘‘ بشكل عنيف"، تقول بيلتييه، "الناس يأملون دوماً بالعودة إلى ما يشبه الواقع (السابق للجائحة)، فلم يترددوا في الاقتراض (...). هم متمسكون بمؤسساتهم التجارية، هذا شيء هام بالنسبة لهم".
كاتي بيلتييه، مديرة غرفة التجارة لمنطقة إدموندستون في مقاطعة نوفو (نيو) برونزويك (حقوق الصورة لراديو كندا)
وترى بيلتييه أنّ حكومة نيو (نوفو) برونزويك يجب أن تتدخّل لمساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في منطقتها إذا كانت متمسكة بالتنمية الاقتصادية فيها، "وليس فقط خلال الجائحة بل في السنوات المقبلة أيضاً".
وتقترح بيلتييه إعفاءً ضريبياً، على سبيل المثال، لمساعدة المؤسسات المتضررة من الجائحة. كما أنّ استراتيجيات لتشجيع الناس على شراء المنتجات المحلية ستكون مفيدة للمؤسسات المحلية.
(راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
8,9 ملايين شخص استفادوا من المساعدة الفدرالية لحالات الطوارئ مع تباين بين المدن
سوق العمل الكندية تفقد 213 ألف وظيفة في كانون الثاني (يناير) 2020 ومعدّل البطالة يرتفع إلى 9,4%
ثقة المؤسسات تتراجع إلى أدنى مستوى في 5 أشهر في ظلّ الموجة الثانية من الجائحة
إجراءات تقييد وإغلاق جديدة قد تكون قاتلة للعديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة