مرّة جديدة، مشروع شركة ترانس كندا لإنشاء خط أنابيب النفط "انيرجي ايست" في دائرة الضوء الاعلامي.
ويهدف المشروع لإنشاء خط أنابيب يمتد بطول نحو أربعة آلاف كيلومتر لنقل نفط الرمال الزفتيّة من مقاطعة البرتا في وسط الغرب الكندي نحو سواحل الشرق في مقاطعتي كيبيك ونيوبرنسويك.
واليوم، كشفت منظّمة غرينبيس البيئيّة عن خطة استراتيجيّة دقيقة أعدّتها ترانس كندا من أجل إقناع الرأي العام بمشروعها الذي يلقى معارضة دعاة البيئة.
وتتضمّن الوثائق المسرّبة التي حصلت عليها غرينبيس ونقلتها عنها وسائل الاعلام معلومات حول الخطّة التي يصفها البعض بأنها أشبه بحرب إعلاميّة من اجل إنجاح المشروع الذي تُقدّر كلفته باثني عشر مليار دولار.
وقد لجأت ترانس كندا في شهر أيار مايو الفائت إلى خدمات شركة "ادلمان" للعلاقات العامّة المعروفة عالميّا من أجل الإعداد لخطّتها.
وتتحدّث الوثائق المسرّبة عن خطة لتعبئة الرأي العام والحصول على تأييده لمشروعها.
وتحدّد الخطّة العام 2014 كموعد من أجل حشد نحو 35 ألف شخص من المؤيّدين من أجل التعليق على مشروع "انيرجي أيست" في مقالات على الانترنت ومدوّنات ورسائل على الفيسبوك وتغريدات على تويتر.
كما تدعو الخطّة إلى توجيه رسائل للنواب في مختلف الدوائر الانتخابيّة وإلى متابعة جلسات مكتب جلسات الاستماع حول البيئة في كيبيك المعروف ب BAPE.
وتضع ترانس كندا نصب عينيها بموجب الخطّة إيجاد لائحة بأسماء خبراء وفعاليّات داخل المجتمع، والعمل على تعبئة محدّدة الأهداف ودفع الكلفة اللازمة لذلك.
يقول الصحافي في راديو كندا توماس جيربيه إن الخطّة تهدف لوضع لائحة بأسماء شخصيّات معروفة تتولّى الحديث بإيجاب عن مشروع "انيرجي ايست" ويضيف:
يبدو من الخطّة أن ترانس كندا تبحث عن ناطقين باسمها بصورة غير مباشرة
و وردت في الوثائق المسرّبة أسماء تسع عشرة شخصيّة من بينها رئيس الحكومة الكنديّة الأسبق برايان مالروني وعمدة مونتريال دوني كودير وعمدة كيبيك ريجيس لابوم، فضلا عن رئيس وزراء كيبيك الأسبق بيار مارك جونسون ورئيس اتحاد المنتجين الزراعيين في كيبيك بيار غرولو وسواهم من الشخصيّات المعروفة في قطاعات السياسة والمصارف والأعمال.
وهذه الشخصيّات كلّها تبدو مؤيّدة لمشروع خطّ الأنابيب ويمكن لترانس كندا أن تلجأ إليها للدفاع عن مشروعها أمام الرأي العام.
وتتحدّث الخطّة عمّا تسمّيه تكتيك الضغط الذي يقضي بمواجهة مجموعات الدفاع عن البيئة وتصعيب مهمّتهم .
وتعتبر أن إغفال أي من تحرّكاتهh سيفسح أمامها المجال لاستخدام أي معلومات عليها مهما كانت بسيطة لمهاجمة مشروع إنشاء خطّ أنابيب النفط.
ويشير الصحافي في راديو كندا توماس جيربيه إلى أن ترانس كندا وحسب متحدّث باسمها لم تأخذ بكل أجزاء الخطّة التي وضعتها شركة العلاقات العامّة ادلمان وممّا قاله المتحدّث باسم الشركة في هذا الصدد:
فكرة البحث عن معلومات حول معارضي المشروع بصورة سريّة لتقويض مصداقيّتهم لا تندرج في خطّتنا . وهي لا تفيد هدفنا الرئيسي ألا وهو التواصل مع الرأي العام وإطلاعه على ميّزات مشروعنا الاقتصاديّة.
ويقول الصحافي توما جيربيه إن شركة ترانس كندا أوضحت أن ما ورد في الخطة الاستراتيجيّة هو بمثابة مقترحات . والشركة أخذت بالبعض منها وألغت البعض الآخر الذي وصفته بأنه سلبي.
ويتحدّث باتريك بونان الخبير البيئي في غرينبيس الذي حصل على الوثائق المسرّبة فيقول إن الاستراتيجيّة الجديدة مختلفة عمّا هو مألوف في العلاقات العامّة والحملات الاعلانيّة ويضيف:
نحن بصدد وسائل جديدة وسياسات ترتكز إلى ما يجري في الولايات المتحدة من تعاط أكثر عدوانيّة تلجأ إليه شركات التبغ وشركات النفط التي تهاجم بصورة مباشرة مجموعات الدفاع عن البيئة.
ويضيف بأن شركة ادلمان التي أعدّت الخطّة سبق لها أن قامت بحملات تعبئة واهية ويضيف شارحا:
تبيّن أن ادلمان قامت بحملات واهية وأوجدت مجموعات من المواطنين للإيحاء بوجود تعبئة غير موجودة أصلا.
وسبق لها أن دفعت المال لأشخاص ليكتبوا مدوّنات دون أن تكشف عن ذلك كما يقول باتريك بونان.
ويرى أن هذا التعاطي من قبل ترانس كندا غير مسبوق في كيبيك ومرفوض حسب قوله.
و لا يجوز أن تختبئ ترانس كندا وراء أي كان لمهاجمة مجموعات حماية البيئة.
فمجموعات البيئة تعمل في العلن وتتوقّع أن تلقى معاملة مماثلة من الشركات والمؤسّسات الباقية.
و تراجع ترانس كندا عن بعض ما ورد في الخطّة أمر بالغ الايجابيّة. ولكنّ ثمة شكوكا حول نواياها نابعة ممّا ورد في الخطّة الاستراتيجيّة لا سيّما ما يتعلّق منها بصرف نظر المجموعات البيئيّة عن الاهتمام بمشروع خطّ الأنابيب "اينرجي ايست" كما يقول الخبير البيئي في غرينبيس باتريك بونان.
استمعوا