الحملة الانتخابيّة: ملف الاقتصاد يعود إلى الواجهة

استمرّت أسعار أسهم الأسواق الماليّة في التراجع في الصين رغم محاولات المصرف المركزي الصيني لاحتواء التراجع ّ وطمأنة المستثمرين.

وانعكس التراجع على الأسواق الماليّة  العالميّة وتراجعت مؤشّرات البورصات في اوروبا والولايات المتّحدة وكندا نتيجة المخاوف من تباطؤ النموّ في الصين.

يقول الصحافي جيرالد فيليون محرّر الاخبار الاقتصاديّة  في تلفزيون راديو كندا هيئة الاذاعة الكنديّة إنّ اهتزاز الأسواق الماليّة في الصين أرخى بظلاله على الحملة الانتخابيّة في كندا.

وأعاد  الوضع المالي المهتزّ ملف الاقتصاد إلى الواجهة في الحملة الانتخابيّة المستمرّة في كندا منذ نحو اربعة أسابيع  كما يقول جيرالد فيليون ويضيف قائلا:

لقد لجأ الحزب اللبرالي إلى رئيس الحكومة ووزير المال الليبرالي السابق بول مارتان لدعم موقفه.

وخلافا لزعيم الحزب الديمقراطي الجديد توماس مولكير لم يتعهّد الزعيم الليبرالي جوستان ترودو بالحفاظ على التوازن في الموازنة أقلّه على المدى القصير نظرا للوضع الاقتصادي الهشّ.

ويرى الليبراليّون أنّ الموازنة في عجز حاليّا وليس هنالك فائض مالي كما يؤكّده المحافظون.

ولن يتردّد الليبراليّون في زيادة الانفاق لتحفيز الاقتصاد في حال دخلت البلاد في الركود يقول جيرالد فيليون.

نستمع إلى زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو:

ينبغي الاستثمار في مستقبل كندا وهذا ما سنقوم به بالتحديد وسنثبت أنّنا جاهزون للاستثمار في الطبقة الوسطى ومساعدة كلّ الراغبين في الانضمام إلى الطبقة الوسطى على توفير النموّ الاقتصادي الذي نحن بحاجة إليه قال الزعيم الليبرالي جوستان ترودو.

وكانت قضيّة محاكمة عضو مجلس الشيوخ مايك دافي قد طغت في الأيّام القليلة الماضية على الحملة الانتخابيّة وأبعدت ملف الاقتصاد عنها.

لكنّ رئيس الحكومة الخارج وزعيم المحافظين عاد ليجيب على أسئلة الصحافيّين حول الموضوع ونستمع إلى ما قاله ستيفن هاربر بهذا الصدد:

الواقع أنّنا نشهد تباطؤا  كبيرا في الاقتصاد العالمي خصوصا في بعض الدول كالصين ، ومن شأن ذلك أن يترك مضاعفات علينا.

ونستمع إلى موقف زعيم الديمقراطيّين الجدد توماس مولكير:

المؤكّد أن  السيّد هاربر سيحمل وزر خياراته السيّئة. والمؤكّد أنّه واقع في العجز هذه السنة.

وينتقد زعيم الكتلة الكيبيكيّة جيل دوسيب بدوره سياسة  رئيس الحكومة الخارج وزعيم المحافظين الاقتصاديّة ويقول:

المؤكّد أنّ الرهان على النفط يوصلنا إلى هذه النتيجة وفي اعتقادي أنّه من الخطأ أن نضع كلّ البيض في سلّة واحدة كما قال جيل دوسيب.

يؤكّد الخبير الاقتصادي دانييل دوني من شركة كي بي ام جي KPMG للخدمات المهنيّة  في حديثه لتلفزيون راديو كندا أنّ الاقتصاد واحد من الملفّات المهمّة في الحملات الانتخابيّة بغضّ النظر عمّا إذا كانت أحواله جيّدة ام سيّئة ويتابع قائلا:

هنالك 4 أبعاد ينبغي النظر إليها: هنالك الاقتصاد الواقعي أي النمو وتوفير فرص العمل ومعدّل البطالة.

وهنالك الاقتصاد المالي أي أسواق البورصات وأسعار العملات ومعدّلات الفوائد.

اضف إلى ذلك السياسة الاقتصاديّة التي تنتهجها الحكومات والسياسة الماليّة وكل هذه الابعاد مطروحة في المداولات السياسيّة.

والسؤال مطروح حول ما إذا كانت كندا ستدخل في ركود تقني علما أنّ النموّ تباطأ بصورة ملحوظة كما يقول الخبير الاقتصادي دانييل دوني.

واسواق البورصة تأثّرت بما يجري في الصين والدولار الكندي متدنّ إزاء الأميركي.

ولا يستبعد دوني أن يتمّ خفض معدّلات الفائدة علما أنّ الخفض لا ينذر بالخير كما يقول ويضيف:

هنالك الأحزاب السياسيّة التي لم تحدّد بعد بصورة تامّة سياستها الاقتصاديّة والماليّة ولا خططها لإنعاش الاقتصاد الكندي وطمأنة الأسواق الماليّة.

يبقى أنّ ملفّ الاقتصاد حاضر بقوّة في الحملة الانتخابيّة ومواقف زعماء الأحزاب تحت المجهر.

وتسعى الأحزاب المتنافسة فيما بينها على السلطة للفوز بثقة الكنديّين قبل موعد الانتخابات التشريعيّة التي ستجري في التاسع عشر من تشرين الأوّل اكتوبر المقبل.