من الصحافة الكنديّة: الصيف الاوروبي

صيف اوروبي عنوان اختاره الصحافي فرانسوا بروسو لتعليقه في صحيفة لودوفوار الذي يتناول فيه الأوضاع  الاقتصاديّة في القارّة العجوز وموجة الهجرة من البحر التي تشهدها.

تقول الصحيفة إنّ اسبانيا والبرتغال من بين الدول الاوروبيّة التي عانت أكثر من سواها من الأزمة الاقتصاديّة منذ ستّ سنوات إذا ما استثنينا اليونان.

ويعاني البَلَدان معدّلات بطالة مرتفعة ويبقى اقتصادهما دون مستوى العام 2009.

وشهدت مدريد ولشبونة هذا الصيف موجات غير مسبوقة من السيّاح الصينيّين والأسر الفرنسيّة وهي موجات سياحة جماعيّة شجّعتها بصورة خاصّة الأسعار المتدنّية نتيجة الانكماش المستمر منذ 4 سنوات.

والأزمة الاقتصاديّة ليست ظاهرة للعيان في لشبونة وقد حجبتها أعداد السيّاح المتنقّلين في شوارع المدينة كما تقول لودوفوار.

وتضيف الصحيفة بأنّ الأمر مختلف في جزيرة كوس اليونانيّة وهي وجهة سياحيّة مهمّة بدورها.

وتترافق الموجة السياحة في تلك الجزيرة  مع موجة عارمة من مهاجري البحر، يصلون بعشرات الآلاف من سوريّا والعراق وحتّى من أفغانستان عبر تركيّا المجاورة.

والبعض منهم ينجح في بلوغ الهدف والدخول نحو اوروبا وبخاصّة نحو مدينة كاليه الفرنسيّة حيث تنتظرهم معاناة أخرى لدى محاولتهم العبور إلى بريطانيا عبر المانش .

وترى لودوفوار أن فرنسا وبريطانيا تبحثان عن أيّ عذر لردّ هؤلاء المهاجرين غير الشرعيّين.

وتتحدّث الصحيفة عن مشهد حزين حيث تواصل اوروبا استقبال السيّاح في عواصمها في وقت تعاني الأطراف مآس قد تبدو مستعصية على الحلّ.

وتبدو دول الشمال الغنيّة أقلّ سخاء في تجاوبها مع هذه المآسي، ويبدو أنّ حراك الاتّحاد الاوروبي لا يجدي نفعا حيالها.

و"الدول الأوطان" هي صاحبة القرار في هذه الأزمة وكلّ دولة تتطلّع إليها من منظارها الخاص.

وتكفي مطالعة الصحف البريطانيّة للوقوف على حال الانغلاق الذي يفاقم كره الأجانب.

وتتساءل لودوفوار عن الروح القياديّة أمام الأزمة في اوروبا وتضيف بأنّ ألمانيا التي تخيف الكثيرين أخافت نفسها عندما بدأت تقول بواسطة وزير ماليّتها ما الذي يجب أن تكون عليه سياسة اوروبا الاقتصاديّة.

وربّما أنّ الروح القياديّة ستأتي من أثينا حيث انقلبت الأوضاع بصورة مدهشة.

فبعد انتخابه رئيسا للحكومة في كانون الثاني يناير لرفض التقشّف، اعترف اليكسيس تسيبراس نفسه في تمّوز يوليو بالطابع المحتّم للتقشّف.

ورغم تحوّل من مئة وثمانين درجة في موقفه ، ما زال تسيبراس يحظى بشعبيّة واسعة في اليونان وكذلك في باريس وبروكسيل حيث الكلّ يصفّق له بحرارة تقول لودوفوار في ختام تعليقها.