شهدت الأسواق المالية حول العالم هبوطاً حاداً هذا الأسبوع، أسوأ أسبوع لها منذ بداية السنة الحالية.
وتفاوتت حدة الهبوط بين سوق مالية وأخرى، في ظل قلق متزايد بشأن وضع الاقتصاد العالمي. وأبرز دوافع هذا القلق حالياً هو الغموض المحيط بوضع الاقتصاد في الصين، ثاني قوة اقتصادية في العالم، التي فاجأت الأسواق الأسبوع بإطلاقها سلسلة تخفيضات لقيمة عملتها، اليوان، بهدف تحفيز اقتصادها المتباطئ الذي يسجل أدنى نسبة نمو في ربع قرن
هنا في كندا واصل المؤشر الرئيسي في بورصة تورونتو تراجعه ليقفل اليوم على 13473,67 نقطة، متراجعاً 263,33 نقطة عن مستوى إقفال أمس بعد أن أقفل أمس وأمس الأول بتراجع 299,63 نقطة و157,24 نقطة على التوالي.
وبالتالي يكون مؤشر بورصة تورونتو قد فقد 5,63% من قيمته هذا الأسبوع و12,8% من قيمته إزاء سقفه الأعلى لهذه السنة الذي بلغه منتصف نيسان (ابريل) الفائت، أي أكثر من الـ10% الكافية لاعتبار البورصة قد دخلت منطقة "التصحيح الرسمي".
والتراجع في بورصة تورونتو مدفوع بشكل أساسي بتراجع أسعار النفط الخام، الذي يأتي في طليعة الصادرات الكندية، وسائر المواد الأولية وتباطؤ اقتصاد الصين، أول مستورد عالمي للمواد الأولية.
واليوم أقفل سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط (West Texas Intermediate) المرجعي الأميركي تسليم تشرين الأول (أكتوبر) المقبل على 40,45 دولاراً أميركياً، بتراجع 0,87 دولاراً أميركياً عن إقفال أمس، علماً أنه تراجع إلى 39,86 دولاراً أميركياً خلال تداولات اليوم، وهي المرة الأولى منذ عام 2009 الذي ينزل فيها سعره تحت عتبة الـ40 دولاراً أميركياً.
والأسواق المالية الأميركية واصلت تراجعها هي الأخرى، فأقفل مؤشر "داو جونز" الصناعي متراجعاً 530,94 نقطة اليوم، أي 3,12% من قيمته، ليبلغ 16459,75 نقطة، وفاقداً بالتالي 1018 نقطة خلال هذا الأسبوع وأكثر من 10% من قيمته إزاء سقفه الأعلى الذي بلغه في أيار (مايو) الفائت.
وأقفل مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" متراجعاً 64,84 نقطة ليبلغ 1970,89 نقطة، ومؤشر "ناسداك" الإلكتروني متراجعاً 171,45 نقطة ليبلغ 4706,04 نقطة.
وفي الصين فقد المؤشر الرئيسي في بورصة شانغهاي 4,3% من قيمته اليوم و11,5% من قيمته خلال هذا الأسبوع، إلّا أنه لا يزال أعلى بنسبة 8,4% من المستوى الذي بدأ به السنة الحالية.
إلى أين تتجه الأسواق المالية؟ هل ما تشهده الأسواق المالية هو التصحيح الصحي الذي كان الكثيرون من الخبراء يتوقعونه أم أن الأمر يتخطى ذلك إلى ما هو سيء ومقلق؟ فادي الهاروني تناول الموضوع في حديث مع المستشار في مجال الاستثمارات والائتمان في كندا السيد مراد يوسف حنّوش.
استمعوا