مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع أعدّها ويقدّمها كلّ من مي ابوصعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
الحملة الانتخابيّة في اهتمامات الصحف الكنديّة:
تحتلّ أخبار الحملة الانتخابيّة في كندا صدارة الاهتمام في وسائل الاعلام كافّة ومن بينها الصحف.
وقد تناولت التعليقات اليوم مسألة مثول نايجل رايت رئيس المكتب سابقا لرئيس الحكومة الخارج ستيفن هاربر أمام المحكمة للإدلاء بشهادته في قضيّة عضو مجلس الشيوخ مايك دافي.
وتندرج القضيّة في إطار ما يُعرف بفضيحة مجلس الشيوخ التي طاولت عددا من أعضاء المجلس الذين تقاضوا تعويضات ماليّة غير مبرّرة.
والسؤال المطروح هو ما إذا كان رئيس الحكومة الخارج قد أعطى الضوء الأخضر لنايجل رايت الذي دفع من جيبه شيكا بقيمة 90 ألف دولار لمايك دافي ليتمكّن هذا الأخير من تسديد المال لمجلس الشيوخ.
ونقرأ في لابريس أنّ ناجل رايت شرح للمحكمة الظروف المحيطة بالقضيّة وأجاب ردّا على سؤال القاضي بأنّه لم يطلع رئيس الحكومة يوما ما إذا كان سيتمّ دفع رسوم المحاكم من صندوق حزب المحافظين أم لا وأنّه لم يكن يُدخل هاربر في هذا النوع من المحادثات.
وكتبت صحيفة لودوفوار بالعنوان العريض تقول إن نايجل رايت برّأ رئيس الحكومة وأضافت الصحيفة بأنّ مكتب رئيس الحكومة شارك بنشاط في التستّر على القضيّة.
وكتبت صحيفة ذي غلوب اند ميل بالعنوان العريض تقول: كيف تواطأ رئيس الحكومة لإبعاد فضيحة دافي عن دائرة الضوء.
وأضافت ناقلة عن نايجل رايت الرئيس السابق لمتكب رئيس الحكومة قوله إنّه شعر بأنّه مضطرّ لدفع 90 ألف دولار من جيبه الخاص للسناتور مايك دافي وأنّه لم يطلع رئيس الحكومة يومها على الأمر.
ودوما مع الحملة الانتخابيّة ، تعليق حول موقف زعيم الحزب الديمقراطي الجديد توماس مولكير من خطّ أنابيب النفط انيرجي ايست لنقل للنفط من الرمال الزفتيّة في غرب كندا إلى شرقها.
ورأى مولكير أنّ الأنبوب قد يكون مفيدا للاقتصاد الكندي في حال خضع لتقييم جدّي يؤكّد أنّه لا يشكّل خطرا على البيئة.
تقول صحيفة لودوفوار إن الحجّة التي ساقها مولكير من أنّ نقل النفط بالأنابيب يخفّف من نقله بالبواخر والقطارات غير مقنعة لخبراء البيئة.

وتتابع لودوفوار فتقول إن توماس مولكير أخذ على الزعيم الليبرالي جوستان ترودو دعمه لمشاريع تتعلّق بتصدير النفط على غرار مشروع كيستون أكس أل لنقل النفط المستخرج من الرمال الزفتيّة في البرتا إلى مصافي النفط في ولاية تكساس الأميركيّة.
"قد يكون من المفيد نقل النفط من الغرب إلى الشرق وتوفير 4 آلاف فرصة عمل في كندا. وقد يكون مفيدا أن يقدّم المنتج إتاوات افضل للمقاطعة، وأن يتمّ إلغاء ناقلات النفط الضخمة من نهر السان لوران وإلغاء القطارات العالية المخاطر التي تتنقّل عبر كيبيك" قال توماس مولكير الذي أمضى يوم الأربعاء من حملته الانتخابيّة في المقاطعة,
وتضيف لودوفوار نقلا عن أحد الخبراء قوله إنّ مشروع خطّ الأنابيب انيرجي ايست لن يغيّر في شيء بالنسبة لمصفاتي مونتريال وليفيس لأنّهما تستوردان النفط الذي يصلها بالقطارات أو من وراء البحار عبر ناقلات النفط.
في صحيفة لابريس تعليق بقلم ايف بوافير يتناول فيه الحملة في دائرة مونروايال التي هي أحد معاقل الحزب الليبرالي.
وقد حاز النائب عن الحزب ايروين كوتلر على 41،1 من أصوات الناخبين في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2011 مقابل 35،6 لمنافسه من حزب المحافظين.
والتأييد مقبول ويعكس تراجع الليبراليّين في مختلف أنحاء البلاد تقول لابريس.
ولكنّها تتحدّث عن تراجع في تأييد الكنديّين اليهود للحزب الليبرالي الذي كان يحظى بتأييد شريحة واسعة منهم.
وتنقل لا بريس عن كوتلر قوله إنّ الأمور بدأت تتغيّر منذ العام 2009 يوم أرسل المحافظون منشورات كاذبة كما يقول إلى الأسر اليهوديّة يقارنون فيها بين سياستهم وسياسة الليبراليّين.
وتدّعي هذه المنشورات كما يقول كوتلر أنّ نوابا ليبراليّين شاركوا عمدا في قمّة دوربان في جنوب افريقيا "المناهضة للساميّة" حسب قوله والتي أثارت الجدل.
ويتحدّث ايف بوافير عن منافسة شديدة هذه المرّة في دائرة مونروايال بين المرشّح اللبرالي والمرشّح عن المحافظين.
ولا يستبعد أن يتمكّن المحافظون من انتزاع هذه الدائرة من الحزب الليبرالي في جزيرة مونتريال.
والدليل كما يقول خاتما تعليقه، أن زعيم المحافظين ورئيس الحكومة الخارج أطلق حملته الانتخابيّة من دائرة مونروايال.
صحيفة لودوفوار: حملة انتخابيّة ماراثونيّة
نشرت صحيفة لو دوفوار مقالة للمجازة في علم الاتصالات السياسية آن غبريال دوشارم حول الحملة الانتخابية الدائرة حاليا في كندا. قالت:
السباق الانتخابي بدأ. نعم السباق، فهو التعبير الذي يستعمله الإعلام لهذه الحملة الانتخابية. أو "الماراتون الانتخابي" كما عنونت لو دوفوار . إنه ماراتون وقد بدأ، وعلى غرار كل ماراتون لا بد من وضع استراتيجية له إذ لا يكفي أن يكون نفس المشارك طويلا إنما المهم أن يحسن التحكم به وإدارته.
ولكن، ومنذ بدء الحملة الانتخابية، فإن ما يجذب الصحافيين هو هذا التحكم بالنفس الطويل واهتمامهم يتمحور حول نتائج استطلاعات الرأي وتوقعات النتائج وليس حول الأفكار والمقترحات والبرامج. وكان عالم السياسة الأميركي توماس باترسون شبه هذا الاهتمام بالشكل دون المحتوى خلال الحملات الانتخابية بسباق الخيل، كما لو أن المرشحين السياسيين يتواجهون في ميدان سباق ويتحول الصحافيون إلى معلقين والمواطنون إلى مجرد مشاهدين علما أن المواطن في النظام الديموقراطي ليس مشاهدا إنما هو ناخب له، مبدئيا، تأثيره في المسار السياسي ولا يكتفي بالتصفيق أو التنديد.
وتتابع آن ماري دوشارم في لو دوفوار:
هناك أيضا ما يسمى بالتصويت الإستراتيجي حول أفضل طريقة لإقصاء المحافظين عن الحكم وهذا التصويت الإستراتيجي يكشف عدم جدوى نظامنا الانتخابي القائم على دورة واحدة وثغراته. إذ لماذا لا يتم التركيز على الأفكار الرئيسة بدل التركيز على طريقة منح الأصوات استراتيجيا ؟ لماذا لا يعاد النظر في مسألة دفع الناخبين كل مرة إلى التصويت بصورة استراتيجية بدل حثهم على الاطلاع على البرامج السياسية للأحزاب ؟
وبدل أن نقضي السبعين يوما المقبلة من الحملة بالتلهي بأخبار تتركز على التعليق ونتائج الاستطلاعات غير الدقيقة لماذا لا نسعى للاطلاع على مستقبل بيئتنا ومؤسساتنا السياسية وطريقة إدارة بلدنا؟
وتخلص آن غابريال دوشارم تعليقها المنشور في لو دوفوار: فلنطلع على برامج الأحزاب ولنقرأ التحاليل المعمقة ولندع الأحصنة تتسابق ولنكف عن لعب دور المشاهدين.

وإلى موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) حيث أجرى الصحافي لويس فيليب ويميه تحقيقاً حول انتقادات زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، توماس مولكير، يوم الثلاثاء للحصيلة الاقتصادية لحكومة المحافظين الخارجة برئاسة ستيفن هاربر.
توماس مولكير، زعيم حزب المعارضة الرسمية في مجلس العموم الخارج، قال إن كندا فقدت 400 ألف وظيفة ذات راتب جيد منذ أن وصل حزب المحافظين برئاسة ستيفن هاربر إلى السلطة في أوتاوا، أي منذ شباط (فبراير) 2006.
توماس مولكير، محق في كلامه، يقول لويس فيليب ويميه. فمنذ وصول المحافظين بزعامة ستيفن هاربر إلى السلطة فقد القطاع الصناعي 391 ألف وظيفة، أي واحدة من أصل خمس وظائف في هذا القطاع. كما أن القطاع الزراعي فقد 53 ألف وظيفة.
لكن توماس مولكير لم يقل كل شيء، يضيف لويس فيليب ويميه.
فالقطاعان الصناعي والزراعي هما الوحيدان بين مختلف قطاعات العمل اللذان سجلا تراجعاً. وتشهد كافة القطاعات الأخرى نمواً منذ كانون الثاني (يناير) 2006.
فعلى سبيل المثال أوجد القطاع الصحي منذ التاريخ المذكور 565 ألف وظيفة، وقطاع البناء 305 آلاف وظيفة. والوضع يكاد يكون مماثلاً في فئة الخدمات الاحترافية والعلمية. وفي قطاع الفنادق والمطاعم هناك 200 ألف وظيفة إضافية.
ويضيف لويس فيليب ويميه أن سوق العمل الكندية أوجدت 1,7 مليون وظيفة منذ وصول ستيفن هاربر إلى السلطة قبل تسع سنوات ونصف.
ولكن خلال هذه الفترة ارتفع عديد القوى العاملة في كندا، أي عدد الأشخاص الذين هم في سن العمل ويعملون أو يبحثون عن عمل مدفوع الأجر. وهذه الوظائف الجديدة لم تكن كافية لتقليص معدل البطالة الذي ارتفع من 6,6% مطلع عام 2006 إلى 6,8% الشهر الفائت، يقول لويس فيليب ويميه نقلاً عن وكالة الإحصاء الكندية.
ومعدل البطالة الشهر الفائت هو نفسه للشهر السادس على التوالي، أي منذ شباط (فبراير) من هذه السنة، بعد أن كان 6,6% في كانون الثاني (يناير)، أي في المستوى الذي كان عليه عندما وصل حزب المحافظين بقيادة ستيفن هاربر إلى السلطة.
ومن جهته يقول المحلل الاقتصادي في موقع "سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية) دون بيتيس إن بيانات العمل هي من أكثر البيانات الاقتصادية تأثيراً على الناخبين.
وستصدر وكالة الإحصاء الكندية بيانات عمل لشهريْن آخريْن قبل نهاية الحملة الانتخابية الحالية، أطول حملة انتخابية على الصعيد الفدرالي في كندا منذ عام 1872. وعندما يتوجه الكنديون إلى صناديق الاقتراع في 19 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل سيكون لأرقام العمل تأثير كبير في اختيارهم الحزب الذي سيقترعون له.
استمعوا